صور مختصرة

“صجه ولجه داخل خن اللنجه”

| عبدالعزيز الجودر

لتتسع‭ ‬الصدور‭ ‬للقادم‭ ‬من‭ ‬سطور،‭ ‬وتقبل‭ ‬رأينا‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬التي‭ ‬تعمر‭ ‬الأوطان‭ ‬وتنمي‭ ‬المجتمعات،‭ ‬آخذين‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الابتعاد‭ ‬في‭ ‬طرحنا‭ ‬هذا‭ ‬عن‭ ‬رفاهية‭ ‬المجاملة‭ ‬التي‭ ‬تدمر‭ ‬ولا‭ ‬تعمر،‭ ‬و”التدفدف”‭ ‬وغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬يحصل‭.‬

لذا‭ ‬اخترنا‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الزمني‭ ‬بالذات‭ ‬باعتباره‭ ‬الأنسب‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬هذا‭ ‬المجلس،‭ ‬والنواب‭ ‬الآن‭ ‬“أمعبطين”‭ ‬بإجازتهم‭ ‬الصيفية‭ ‬الطويلة‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬موجات‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬“الركضة”‭ ‬خلف‭ ‬الاستجوابات‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭ ‬من‭ ‬“الهذرة”‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬قطاعا‭ ‬عريضا‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يردد‭ ‬في‭ ‬مجالسهم‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الذي‭ ‬قبله‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ ‬“سيم‭..‬سيم”‭.‬

لهذا‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬طالما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬بالمعني‭ ‬الصحيح‭ ‬تخدم‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬المطلوب‭ ‬وتلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المواطن‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوضعه‭ ‬المعيشي‭ ‬والحياتي‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭.‬

أيضا‭ ‬وكما‭ ‬يبدو‭ ‬للمتابع‭ ‬بأن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬يفتقدون‭ ‬الخبرة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والقانونية‭ ‬والمعرفية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الكافية‭ ‬والكثرة‭ ‬منهم‭ ‬تفتقد‭ ‬حتى‭ ‬أساسيات‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬ولا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬استخدام‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقابية‭ ‬البرلمانية‭ ‬الدستورية‭ ‬المتاحة‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬باستجوابات‭ ‬الوزراء‭ ‬وصولا‭ ‬لإسقاط‭ ‬الثقة‭ ‬بهم‭ ‬واستخدام‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أقوى‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقابية‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬صدع‭ ‬رؤوسنا‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬لن‭ ‬تتحقق،‭ ‬والأيام‭ ‬ستبين‭ ‬ذلك‭ ‬كون‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬ينوون‭ ‬استجواب‭ ‬هذا‭ ‬الوزير‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬مجرد‭ ‬“صجه‭ ‬ولجه‭ ‬داخل‭ ‬خن‭ ‬اللنجه”‭.‬

الإشكالية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ليست‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬ويصر‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬إنما‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسف‭ ‬اللوم‭ ‬يقع‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الناخبين،‭ ‬“نعم”‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬انتخبوا‭ ‬هؤلاء‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬القيام‭ ‬بواجبهم‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بإرضاء‭ ‬القوى‭ ‬الصوتية‭ ‬التي‭ ‬أوصلتهم‭ ‬للمقعد‭ ‬البرلماني‭.‬

هدفنا‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬المجلس‭ ‬والسعي‭ ‬لتطويره‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬المكانة‭ ‬الدولية‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬مملكتنا‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعبها،‭ ‬وجعل‭ ‬تجربتنا‭ ‬البرلمانية‭ ‬أكثر‭ ‬ثراء‭ ‬وقوة‭ ‬وإنقاذها‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬وتوصيلها‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المشرف‭ ‬والمميز‭ ‬كي‭ ‬نتفاخر‭ ‬بها‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬