شقق للإيجار

| نجاة المضحكي

لافتات‭ ‬بدأت‭ ‬تعلق‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬البنايات‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فخمة‭ ‬أو‭ ‬عادية،‭ ‬لكن‭ ‬العادية‭ ‬أكثر،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬توقع‭ ‬البنايات‭ ‬الفخمة‭ ‬عقودها‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬أم‭ ‬البنايات‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬“يترزق”‭ ‬منها‭ ‬المواطنون‭ ‬تكاد‭ ‬تخلو‭ ‬أو‭ ‬ستخلو‭ ‬من‭ ‬المستأجرين‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬قادمة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ارتفعت‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبلدية‭ ‬على‭ ‬المستأجرين‭ ‬ذوي‭ ‬الأجور‭ ‬المتوسطة‭ ‬من‭ ‬الأجانب،‭ ‬حيث‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬شراكة‭ ‬في‭ ‬السكن،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬إيجار‭ ‬الشقة‭.‬

ومع‭ ‬مغادرة‭ ‬المتسأجرين‭ ‬الشقق‭ ‬ستختفي‭ ‬معهم‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬مستوى‭ ‬معيشتها‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسها،‭ ‬هذه‭ ‬الطبقة‭ ‬اليوم‭ ‬تئن‭ ‬أنينا‭ ‬لا‭ ‬يسمعه‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تجاهل‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬رفع‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬ضرر‭ ‬خطير‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمواطن‭ ‬أولاً،‭ ‬فحين‭ ‬تتردى‭ ‬معيشته،‭ ‬وتصبح‭ ‬تعيسة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬سعيدة،‭ ‬هذا‭ ‬وأن‭ ‬رفع‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬تجنبه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذت‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬وذلك‭ ‬بتجنب‭ ‬البذخ‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬منها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬يدفع‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬رسوما‭ ‬للعامل‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وتذهب‭ ‬الرسوم‭ ‬حلالا‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يشق‭ ‬ولم‭ ‬يكد‭ ‬لإقامة‭ ‬مشروعه،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يضيق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬مشروعه‭ ‬بعرق‭ ‬جبينه‭ ‬وماله‭ ‬الذي‭ ‬كده‭ ‬من‭ ‬تعب‭ ‬السنين‭.‬

استمرار‭ ‬مغادرة‭ ‬المستأجرين‭ ‬البنايات،‭ ‬سيكون‭ ‬كارثة‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬حين‭ ‬يخلق‭ ‬طبقة‭ ‬كانت‭ ‬مستغنية‭ ‬على‭ ‬حسابها،‭ ‬وتحل‭ ‬محلها‭ ‬طبقة‭ ‬ستكون‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬حين‭ ‬يتبدل‭ ‬حال‭ ‬هذه‭ ‬العائلات‭ ‬وتصبح‭ ‬عائلات‭ ‬لا‭ ‬نستبعد‭ ‬أن‭ ‬تستعين‭ ‬بالجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬لسد‭ ‬حاجتها‭ ‬المعيشية،‭ ‬وتقترض‭ ‬لتدريس‭ ‬أبنائها،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المسؤولة‭ ‬دورها‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتجاهل‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أولى‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬واضحة‭ ‬أمام‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية،‭ ‬فهم‭ ‬يشاهدون‭ ‬كم‭ ‬اللافتات‭ ‬التي‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬“شقق‭ ‬للإيجار”،‭ ‬ليس‭ ‬لأن‭ ‬الشقق‭ ‬فوق‭ ‬الطلب،‭ ‬بل‭ ‬لأن‭ ‬المستأجرين‭ ‬وجدوا‭ ‬حلولا‭ ‬لمشكلة‭ ‬رفع‭ ‬سوم‭ ‬الخدمات،‭ ‬بينما‭ ‬المواطن‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬عن‭ ‬أنينه،‭ ‬المواطن‭ ‬اليوم‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬أنينه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬شيئا‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبلديات‭.‬

 

“ارتفاع‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبلدية‭ ‬يزيد‭ ‬الأحمال‭ ‬على‭ ‬المستأجرين‭ ‬ذوي‭ ‬الأجور‭ ‬المتوسطة”‭.‬