ياسمينيات

طوارئ بلا كراسي متحركة!

| ياسمين خلف

أكثر‭ ‬من‭ ‬900‭ ‬مريض‭ ‬يترددون‭ ‬يومياً‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬الحوادث‭ ‬والطوارئ‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬حسبما‭ ‬تذكر‭ ‬إحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭. ‬قسم‭ ‬حيوي،‭ ‬بل‭ ‬قل‭ ‬أكثر‭ ‬الأقسام‭ ‬حرجاً،‭ ‬فالتعامل‭ ‬هنا‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬طارئة‭ ‬وحرجة،‭ ‬مصابون‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬مرورية،‭ ‬وأخرى‭ ‬عمالية،‭ ‬مرضى‭ ‬كبار‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬حالات‭ ‬كسور،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬فيها‭ ‬المرضى‭ ‬على‭ ‬المشي‭ ‬ولا‭ ‬الحركة،‭ ‬فيحتاجون‭ ‬حينها‭ ‬إلى‭ ‬الكراسيٍ‭ ‬المتحركة‭ ‬التي‭ ‬تعينهم‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬والمصيبة‭ ‬إن‭ ‬جاء‭ ‬الرد‭: ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬كراسي‭ ‬متحركة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الطوارئ‭!‬

نعم،‭ ‬تبحث‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬فيأتيك‭ ‬الجواب،‭ ‬عذراً‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬كرسي‭ ‬متحرك‭ ‬شاغر‭! ‬والمريض‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬في‭ ‬السيارة،‭ ‬ولا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬الحركة؟‭ ‬كيف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬القسم‭ ‬ليتلقى‭ ‬علاجه؟‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬أهالي‭ ‬المرضى‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬مرضاهم‭ ‬على‭ ‬أكتافهم،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬مريض‭ ‬يستطيع‭ ‬تحمل‭ ‬ألم‭ ‬الاتكاء‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والمشي‭! ‬فهل‭ ‬لامرأة‭ ‬مثلاً‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬للطوارئ‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬الكرسي‭ ‬المتحرك؟‭ ‬وكيف‭ ‬لشابة‭ ‬أن‭ ‬تعين‭ ‬أخاها‭ ‬مفتول‭ ‬العضلات‭ ‬مثلاً،‭ ‬وتنقله‭ ‬دون‭ ‬كرسيٍ‭ ‬متحرك؟‭ ‬

عليك‭ ‬كمرافق‭ ‬للمريض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حينها‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬المفقود،‭ ‬فحارس‭ ‬الأمن‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تسليم‭ ‬الكراسي،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬حيلة‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬ذنب،‭ ‬قد‭ ‬ينصحك‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬كرسي‭ ‬متحرك‭ ‬في‭ ‬أقسام‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬قسم‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬لآخر‭ ‬علك‭ - ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬حالفك‭ ‬الحظ‭ - ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬واحد‭ ‬منها‭! ‬وعلى‭ ‬المريض‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بحالة‭ ‬طارئة‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬الألم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يأتيه‭ ‬الفرج‭! ‬

فهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬قسما‭ ‬للطوارئ‭ ‬بمجمع‭ ‬طبي‭ ‬حكومي،‭ ‬يخدم‭ ‬كل‭ ‬سكان‭ ‬المملكة‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬إلا‭ ‬15‭ ‬كرسيا‭ ‬متحركا‭ ‬فقط‭! ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬بهذا‭ ‬العدد‭ ‬الشحيح‭ ‬خدمة‭ ‬900‭ ‬مريض‭ ‬يومياً‭! ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬شح‭ ‬الميزانية‭ ‬حُجة،‭ ‬لعدم‭ ‬توفير‭ ‬عدد‭ ‬كافٍ‭ ‬من‭ ‬الكراسي،‭ ‬لم‭ ‬لا‭ ‬تُسهل‭ ‬الوزارة‭ ‬عملية‭ ‬التبرع،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬متبرعين‭ ‬أبدوا‭ ‬امتعاضهم‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬المطولة‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬صرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬التبرع‭! ‬فالمسألة‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬سوى‭ ‬مكتب‭ ‬صغير،‭ ‬بموظف‭ ‬يستقبل‭ ‬تبرعات‭ ‬المواطنين،‭ ‬سواء‭ ‬لتلك‭ ‬الكراسي‭ ‬أو‭ ‬للمخدات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬القسم‭ ‬نقص‭ ‬منها،‭ ‬دون‭ ‬عرقلة‭ ‬الموضوع‭ ‬بإجراءات‭ ‬مملة‭. ‬

ياسمينة‭:

‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الطوارئ‭ ‬بحاجة‭ ‬لتبرع‭ ‬طارئ‭ ‬بالكراسي‭ ‬المتحركة‭.‬