سوالف

سيكون مساؤكم كالفحم بغير نهار

| أسامة الماجد

يحاول‭ ‬بعض‭ ‬المهرجين‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الظهور‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلقوا‭ ‬ضربة‭ ‬أخرجتهم‭ ‬منه،‭ ‬إثر‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مؤامرتهم‭ ‬الدنيئة‭ ‬بحق‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬محاولاتهم‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬المرات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يعملون‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬تعرضهم‭ ‬لضربة‭ ‬قاسية‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬فشل‭ ‬لمؤامرة‭ ‬أو‭ ‬انفضاح‭ ‬لمخطط‭ ‬تخريبي،‭ ‬أنها‭ ‬تجري‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬غياب‭ ‬طويلة‭ ‬جرت‭ ‬فيها‭ ‬أحداث‭ ‬وتحولات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ونما‭ ‬فيها‭ ‬الوعي‭ ‬وعرفنا‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الصديق‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬العدو،‭ ‬وتقلصت‭ ‬الرجعية‭ ‬وانفضحت‭ ‬فصائلها‭ ‬واتضح‭ ‬مصدر‭ ‬الخطر‭ ‬الجدي‭.‬

مشكلة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهرجين‭ ‬الاستماتة‭ ‬بكل‭ ‬غباء‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬وطمس‭ ‬ما‭ ‬علق‭ ‬وترسخ‭ ‬من‭ ‬تاريخهم‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬طوائفه،‭ ‬وإظهار‭ ‬أنهم‭ ‬بدلوا‭ ‬مواقفهم‭ ‬القديمة‭ ‬وأن‭ ‬لديهم‭ ‬نظرة‭ ‬جديدة‭ ‬ومنطلقات‭ ‬ومواقف‭ ‬وهذا‭ ‬واضح‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المقالات،‭ ‬محاولات‭ ‬يائسة‭ ‬لإعادة‭ ‬التشكل‭ ‬ووضع‭ ‬المصابيح‭ ‬المكسورة‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الغروب،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أبواب‭ ‬ضاعت‭ ‬مفاتيحها‭ ‬للأبد،‭ ‬متناسين‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬وكانت‭ ‬تجري‭ ‬فضحت‭ ‬بسرعة‭ ‬مؤامرتهم‭ ‬وعمالتهم‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وكل‭ ‬مناوراتهم‭ ‬السياسية‭ ‬وأدوارهم‭ ‬ومواقفهم‭ ‬معروفة‭ ‬ومكشوفة،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬سر‭ ‬غباء‭ ‬الاختبارات‭ ‬الجديدة‭ ‬وهذه‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التطور‭ ‬المفضوح‭.‬

ما‭ ‬نكتبه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬لنا‭ ‬فقط‭ ‬إعادة‭ ‬التعريف‭ ‬بأفكار‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تآمروا‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬القناع‭ ‬الذي‭ ‬سيخرجون‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توجيه‭ ‬الضربات‭ ‬الجديدة‭ ‬للوطن‭ ‬بغية‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬الأساسية،‭ ‬وقد‭ ‬يستخدمون‭ ‬أساليب‭ ‬مختلفة‭ ‬رغم‭ ‬“إفلاسهم”‭ ‬ووقوفهم‭ ‬أمام‭ ‬طيف‭ ‬الموت،‭ ‬والذي‭ ‬يحيرني‭ ‬فعلا‭ ‬ويجعلني‭ ‬بشراهة‭ ‬الحيتان‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬“التلون”‭ ‬والاغتسال‭ ‬بغبار‭ ‬الملح‭ ‬والحوم‭ ‬حول‭ ‬حلبة‭ ‬النزال‭ ‬بخنجر‭ ‬الخيانة‭ ‬وفي‭ ‬رقابهم‭ ‬عناكب‭ ‬الغدر‭.‬

 

إنكم‭ ‬يا‭ ‬أصحاب‭ ‬الأقنعة‭ ‬محاصرون،‭ ‬قلة‭ ‬معزولة‭ ‬ومحاصرة‭ ‬بعداء‭ ‬وسخط‭ ‬شعبي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه،‭ ‬فابقوا‭ ‬كما‭ ‬أنتم‭ ‬في‭ ‬حفر‭ ‬الصمت‭ ‬والانزواء‭ ‬وقولوا‭ ‬لبعض‭ ‬أساتذتكم‭ ‬سيكون‭ ‬مساؤكم‭ ‬كالفحم‭ ‬بغير‭ ‬نهار‭.‬