فجر جديد

أطفال السرطان في “خطر”

| إبراهيم النهام

كما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬تنفرد‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬بنشر‭ ‬الأخبار‭ ‬الاستباقية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بصلب‭ ‬اهتمامات‭ ‬وأولويات‭ ‬المواطن،‭ ‬آخرها‭ ‬تقريرها‭ ‬المنشور‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬تلكؤ‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬لعشرة‭ ‬أطفال‭ ‬مصابين‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان،‭ ‬كفانا‭ ‬الله‭ ‬الشر‭ ‬وإياكم‭.‬

وتقدم‭ ‬واقعة‭ ‬الطفلة‭ ‬عائشة‭ ‬محمد‭ ‬البلوشي‭ (‬مصابة‭ ‬باللوكيميا‭) ‬نموذجا‭ ‬جديدا‭ ‬ومرا‭ ‬لحالة‭ ‬المرض‭ ‬العضال‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الوزارة‭ ‬الكهلة،‭ ‬والتي‭ ‬تنخر‭ ‬مفاصلها‭ ‬بالتجاوزات‭ ‬المختلفة،‭ ‬بدءا‭ ‬بالإهمال‭ ‬الطبي،‭ ‬ومرورا ‬بالتأخر‭ ‬في‭ ‬المواعيد،‭ ‬ووصولا‭ ‬لعدم‭ ‬وفرة‭ ‬الأدوية‭ ‬لمستحقيها‭ ‬لبعض‭ ‬الحالات،‭ ‬أولها‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬والمستعصية‭.‬

ولا‭ ‬يكاد‭ ‬يمر‭ ‬يوم،‭ ‬إلا‭ ‬وكالت‭ ‬الصحف‭ ‬اليومية‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬سهامها‭ ‬الحادة‭ ‬والناقمة‭ ‬على‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬بمشاهدات‭ ‬تصنف‭ ‬بـ‭ ‬“المخالفات‭ ‬الجسيمة”،‭ ‬والتي‭ ‬يكشفها‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬المرضى‭ ‬وذووهم‭ ‬بالتوثيق‭.‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬شح‭ ‬الخدمات‭ ‬الرئيسة‭ ‬للمرضى‭ ‬والمراجعين،‭ ‬كمواقف‭ ‬السيارات،‭ ‬ودورات‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة،‭ ‬وثلاجات‭ ‬شرب‭ ‬المياه‭ ‬الباردة،‭ ‬وللعلم،‭ ‬فإن‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنه‭ ‬الوزارة‭ ‬أخيرا‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬موقف‭ ‬كبير‭ ‬للسيارات،‭ ‬لم‭ ‬يتخط‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬تسوير‭ ‬الأرض‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يركن‭ ‬بها‭ ‬المرضى‭ ‬والمراجعون‭ ‬سياراتهم‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الرصيف‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬الشارع‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬يدعو‭ ‬للشفقة‭ ‬والخيبة‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله،‭ ‬المواطن‭ ‬غير‭ ‬ملزوم‭ ‬بتحمل‭ ‬كلفته،‭ ‬فكما‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬وافية‭ ‬بأداء‭ ‬واجباتها‭ ‬ومسئولياتها‭ ‬تجاه‭ ‬الوزارة،‭ ‬من‭ ‬تخصيص‭ ‬للموازنات،‭ ‬وتعيين‭ ‬للكفاءات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وإحلالها‭ ‬بالمناصب‭ ‬القيادية،‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬مسئولة‭ ‬بدورها‭ ‬و‭ ‬“بالإنش”‭ ‬لأن‭ ‬تؤدي‭ ‬واجبها‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬وأي‭ ‬قصور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحاسب‭ ‬المسئول‭ ‬عنه،‭ ‬أيًّا‭ ‬كان،‭ ‬وأي‭ ‬تغطية‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬فساد،‭ ‬وتجاوز‭ ‬لأخلاق‭ ‬المهنة‭.‬