سوالف

من المسؤول عن هذه المشكلة... أين المجلس البلدي؟

| أسامة الماجد

تمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬“احتلال”‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬المواقف‭ ‬المقابلة‭ ‬لأستاد‭ ‬خليفة‭ ‬الرياضي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬تستوجب‭ ‬المعالجة‭ ‬الجادة‭ ‬والسريعة،‭ ‬وهناك‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬للتغلب‭ ‬عليها،‭ ‬ورغم‭ ‬أننا‭ ‬كتبنا‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المشكلة‭ ‬والمخلفات‭ ‬والأوساخ‭ ‬التي‭ ‬تترك‭ ‬وترمى‭ ‬بعد‭ ‬غسيل‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬المواقف،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬رسمي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬للاطلاع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وأخطار‭ ‬تهدد‭ ‬وتمس‭ ‬حياة‭ ‬المواطن،‭ ‬فالنشاط‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬العصر‭ ‬حيث‭ ‬يتوافدون‭ ‬إلى‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬بعضهم‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬جماعات‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يعمل‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأخطر‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬الجري‭ ‬وراء‭ ‬السيارات‭ ‬للفت‭ ‬انتباه‭ ‬السائق‭ ‬ليختار‭ ‬من‭ ‬سيغسل‭ ‬سيارته،‭ ‬معرضين‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬الآخرين‭ ‬للخطر،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬ينعطف‭ ‬السائق‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬دمشق‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المواقف‭ ‬حتى‭ ‬يتفاجأ‭ ‬ببحر‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬“فري‭ ‬فيزا‭ ‬وغيرهم”‭ ‬يحتضنه،‭ ‬مخلفين‭ ‬وراءهم‭ ‬زوابع‭ ‬مبعثرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬كادت‭ ‬تحصل‭ ‬عملية‭ ‬دهس‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الغباء‭ ‬وشلال‭ ‬الركض‭ ‬وراء‭ ‬السيارات‭.‬

لا‭ ‬أعرف‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬والسياسات‭ ‬والخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬للرصد‭ ‬والمعاينة‭ ‬والتعرف‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭ ‬وأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يضايق‭ ‬المواطنين،‭ ‬فالمواقف‭ ‬التي‭ ‬خصصتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لأستاد‭ ‬خليفة‭ ‬ومرتادي‭ ‬السوق‭ ‬القريب‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬“مغسلة‭ ‬سيارات”‭ ‬يديرها‭ ‬عمال‭ ‬الفري‭ ‬فيزا‭ ‬وميدان‭ ‬للمخلفات،‭ ‬والغريب‭ ‬فعلا‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الرؤية‭ ‬والأسس‭ ‬القانونية‭ ‬والإجرائية‭ ‬الواضحة‭ ‬حيال‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تلقى‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬متابعتها‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭ ‬كما‭ ‬ينبغي،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬بقاء‭ ‬المشكلة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يهدد‭ ‬العوائل‭ ‬لغاية‭ ‬اليوم‭ ‬وتركها‭.‬

أتصور‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬مراقبة‭ ‬وتنظيم‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والشواطئ‭ ‬وغيرها،‭ ‬وإبداء‭ ‬التوصيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمخالفات‭ ‬ووضع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬فهل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬المجلس‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭!.‬