فجر جديد

موضة أم جثة متحركة؟

| إبراهيم النهام

لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬أخيرًا،‭ ‬تصريح‭ ‬مسؤول‭ ‬بارز‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الكويتية‭ ‬عن‭ ‬إحالة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مشاهير‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرهم‭ ‬إلى‭ ‬“النيابة‭ ‬العامة”‭ ‬لإعلانهم‭ ‬عن‭ ‬منتجات‭ ‬صحية‭ ‬غير‭ ‬مرخص‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭.‬

‭ ‬وأوضح‭ ‬المسئول،‭ ‬أن‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬منتجات‭ ‬صحية‭ ‬غير‭ ‬مرخّصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة،‭ ‬عبر‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية،‭ ‬لأدوية‭ ‬بشرية‭ ‬أو‭ ‬بيطرية‭ ‬أو‭ ‬للخلطات‭ ‬والتركيبات‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية‭ ‬والكيمائية‭ ‬والغذائية‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬الصحي،‭ ‬بدعوى‭ ‬أنه‭ ‬للعلاج،‭ ‬أو‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬الشكل،‭ ‬أو‭ ‬المظهر،‭ ‬أو‭ ‬لإنقاص‭ ‬الوزن،‭ ‬سيلاحق‭ ‬مسئولوها‭ ‬قانونيًّا‭.‬

هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الحازم،‭ ‬والمطلوب‭ ‬تنفيذه‭ (‬هنا‭)‬،‭ ‬أعادني‭ ‬بالذاكرة‭ ‬لواقعة‭ ‬صديق‭ ‬أعرفه،‭ ‬دخل‭ ‬بدوامة‭ ‬معقّدة‭ ‬من‭ ‬الخلافات‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬من‭ ‬زوجته،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يستفزها‭ ‬وبشدة‭ ‬أبسط‭ ‬المواقف،‭ ‬والإيحاءات،‭ ‬وبعد‭ ‬شد‭ ‬وجذب،‭ ‬وتدخل‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والمعارف،‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬لما‭ ‬يجري،‭ ‬تبيّن‭ ‬بأنها‭ ‬مضاعفات‭ ‬نفسية‭ ‬متقدمة،‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬دواء‭ ‬غير‭ ‬مرخّص‭ ‬لتنزيل‭ ‬الوزن،‭ ‬تتناوله‭ ‬الزوجة‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬زوجها‭.‬

‭ ‬صديق‭ ‬آخر،‭ ‬ذكر‭ ‬لي‭ ‬واقعة‭ ‬لإحدى‭ ‬قريباته،‭ ‬وهي‭ ‬طالبة‭ ‬بإحدى‭ ‬الجامعات،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬بأنها‭ ‬أدخلت‭ ‬نفسها‭ ‬بدوامة‭ ‬موضة‭ (‬تنزيل‭ ‬الوزن‭) ‬مستخدمة‭ ‬كبسولات‭ ‬تخسيس‭ ‬صينية‭ ‬المنشأ،‭ ‬تباع‭ ‬عبر‭ ‬أحد‭ ‬مواقع‭ ‬الانستغرام‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭.‬

ويقول‭ ‬بأنها‭ ‬استمرت‭ (‬لا‭ ‬شعوريًّا‭) ‬بتنزيل‭ ‬وزنها،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ (‬خسّت‭) ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬النصف‭ -‬مع‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬سمينة‭- ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬لمرحلة‭ ‬حادة‭ ‬من‭ ‬الهزال،‭ ‬والـ‭(‬جحوظ‭) ‬في‭ ‬العينين،‭ ‬صاحبهما‭ ‬انطواء‭ ‬غريب‭ ‬عن‭ ‬المجتمع،‭ ‬مضيفًا‭ ‬بأنها‭ ‬تحوّلت‭ ‬لأقرب‭ (‬للزومبي‭)‬،‭ ‬لولا‭ ‬تدخل‭ ‬العائلة‭ ‬والذي‭ ‬وضع‭ ‬حدًّا‭ ‬نهائيًّا‭ ‬لهذا‭ ‬العبث‭.‬

‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬حبوب‭ ‬التخسيس،‭ ‬هنالك‭ ‬أدوية‭ ‬كثيرة‭ (‬غير‭ ‬مرخّصة‭) ‬تُشترى‭ ‬ويسوّق‭ ‬لها‭ ‬محليًّا‭ ‬عبر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بلا‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب‭ ‬عليها،‭ ‬بنتائج‭ ‬سوداوية،‭ ‬الأسرة‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬يتحملان‭ ‬تباعاتها‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬وضع‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬المجرّم‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬المشاهير‭ ‬أو‭ ‬نوافذ‭ ‬البيع‭ ‬بــ‭(‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭) ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬ومطلوب،‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬منه،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭.‬