فجر جديد

أنتم رجال ب “الفطرة”

| إبراهيم النهام

كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة‭ ‬نشرتها‭ ‬صحيفة‭ ‬“الديلي‭ ‬ميل”‭ ‬أن‭ ‬مركزًا‭ ‬أو‭ ‬سيارة‭ ‬أو‭ ‬دورية‭ ‬للشرطة‭ ‬البريطانية،‭ ‬تتعرّض‭ ‬للسرقة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬إنجلترا‭ ‬وويلز،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬اللصوص‭ ‬سرقوا‭ ‬بمرات‭ ‬عديدة،‭ ‬أحذية‭ ‬وخوذات‭ ‬للشرطة،‭ ‬وكاميرات‭ ‬الدوائر‭ ‬التلفزيونية‭ ‬المغلقة،‭ ‬وأسطوانات‭ ‬حبر‭ ‬الطابعات،‭ ‬وحتى‭ ‬زجاجات‭ ‬الجعّة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالضباط‭.‬

‭ ‬وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬شرطة‭ ‬مدينة‭ (‬مانشستر‭) ‬حلت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية،‭ ‬وتعرضت‭ ‬لخمسة‭ ‬وأربعين‭ ‬جريمة‭ ‬سرقة‭ ‬لسيارات‭ ‬دورياتها،‭ ‬وعشر‭ ‬جرائم‭ ‬سرقة‭ ‬لمراكز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وقام‭ ‬المخربون‭ ‬بإحراق‭ ‬ثمانية‭ ‬منها‭.‬

‭ ‬بالمقابل،‭ ‬قامت‭ ‬منظمة‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ (‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭) ‬بتقديم‭ ‬بلاغ‭ ‬ضد‭ ‬شرطة‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬متهمة‭ ‬الضباط‭ ‬بتعريض‭ ‬حياة‭ ‬المهاجرين‭ ‬للخطر‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الشرطة‭ ‬الفرنسية‭ (‬تسرق‭) ‬البطاطين‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الطقس‭ ‬المتجمد‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬فرنسا‭.‬

‭ ‬وقالت‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬لها‭ ‬“يتوجّب‭ ‬على‭ ‬الشرطة‭ ‬الفرنسية‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أغطية‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬باريس،‭ ‬فهذه‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بتعريض‭ ‬حياة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬للخطر”‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬ترجّت‭ ‬الشرطة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ (‬ميزوري‭) -‬بسابقة‭ ‬غريبة‭- ‬اللصوص‭ ‬بالتوقف‭ ‬عن‭ ‬السرقة،‭ ‬وإبقائها‭ ‬عند‭ ‬حدها‭ ‬الأدنى،‭ ‬نظرًا‭ ‬لتعرض‭ ‬البلاد‭ ‬لموجة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬الصقيع،‭ ‬ما‭ ‬سيصعب‭ ‬على‭ ‬عربات‭ ‬الشرطة‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭.‬

‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬وتلك،‭ ‬استذكرت‭ ‬بمواقف‭ ‬عديدة‭ ‬أخلاق‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬أزماتها،‭ ‬وكيف‭ ‬أنهم‭ (‬رجال‭) ‬للموقف‭ ‬والكلمة،‭ ‬والحدث،‭ ‬والصبر،‭ ‬وإن‭ ‬تكالبت‭ ‬عليهم‭ ‬الظروف‭ ‬والاستفزازات،‭ ‬ومحاولات‭ ‬القتل‭ ‬وانتزاع‭ ‬الأرواح‭ ‬منهم‭.‬

نحن‭ (‬هنا‭) ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬لغيرنا،‭ ‬بل‭ (‬العكس‭) ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬الأكيد،‭ ‬فالقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والأسس‭ ‬السماوية‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬لنا‭ ‬قبل‭ ‬ألف‭ ‬وخمسمائة‭ ‬عام،‭ ‬لهي‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬توفر‭ ‬لنا،‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إليه،‭ ‬خلافًا‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬بشري‭ ‬آخر‭ ‬يدعي‭ ‬ذلك‭.‬