استمرار‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإيرانية

| عبدعلي الغسرة

تعتبر‭ ‬سفارات‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المُضيفة‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الدول‭ ‬صاحبة‭ ‬السفارة،‭ ‬والقانون‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬هو‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدائمة‭ ‬والمؤقتة،‭ ‬ويتمتع‭ ‬مقر‭ ‬السفارة‭ ‬والعاملون‭ ‬فيها‭ ‬ومراسلاتها‭ ‬وحقائبها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بالحصانة‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليها،‭ ‬ومن‭ ‬واجب‭ ‬الدولة‭ ‬المُضيفة‭ ‬حماية‭ ‬سفارات‭ ‬الدول‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬سواء‭ ‬بالاقتحام‭ ‬أو‭ ‬التدمير‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬سلامة‭ ‬المقر‭ ‬والفريق‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العامل‭.‬

وما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬سفارة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬أرضًا‭ ‬وقيادةً‭ ‬وشعبًا،‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والأعراف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وقوانينها‭ ‬وفقًا‭ ‬لقواعد‭ ‬اتفاقية‭ ‬1961م‭ ‬واتفاقية‭ ‬1969م،‭ ‬خصوصًا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوظائف‭ ‬وواجبات‭ ‬نظام‭ ‬الحصانات‭ ‬والامتيازات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬للمقر‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والعاملين‭ ‬فيه‭.‬

ما‭ ‬جرى‭ ‬لسفارتنا‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬عمل‭ ‬مُخل‭ ‬واعتداء‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬البحرين‭ ‬ومصالحها‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعات‭ ‬تلتقي‭ ‬أهدافها‭ ‬مع‭ ‬توجهات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬وهذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬يُمثل‭ ‬مُتنفسًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

نتمنى‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬توفير‭ ‬الحصانة‭ ‬لمقرات‭ ‬السفارات‭ ‬والعاملين‭ ‬فيها‭ ‬وأن‭ ‬تعي‭ ‬جيدًا‭ ‬الممارسات‭ ‬الدبلوماسية‭.‬

لدى‭ ‬البحرين‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬اللفظية‭ ‬والخروقات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬أتباع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬أرض‭ ‬العراق‭ ‬خصبة‭ ‬لتجمعات‭ ‬تعمل‭ ‬لصالح‭ ‬أجندة‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬