سوالف

دروس سيدي سمو رئيس الوزراء للأمن والاستقرار العربي

| أسامة الماجد

في‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة،‭ ‬يظهر‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬وتقفز‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬مشكلة‭ ‬تتصدر‭ ‬المقدمة‭ ‬وتصبح‭ ‬حاسمة‭ ‬بينما‭ ‬تحتل‭ ‬المشاكل‭ ‬الأخرى‭ ‬المرتبة‭ ‬التالية،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تتبادل‭ ‬مشكلة‭ ‬ما‭ ‬مع‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى،‭ ‬والمشاكل‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تسود‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وعدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭.‬

بتاريخ‭ ‬3‭ ‬أبريل‭ ‬2004‭ ‬سجلت‭ ‬جملة‭ ‬قالها‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬مجلسه‭ ‬العامر‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يعقد‭ ‬يوم‭ ‬السبت،‭ ‬جملة‭ ‬تختصر‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الكثير‭ ‬وهي‭ ‬نقطة‭ ‬الفصل‭ ‬بوصفها‭ ‬نقطة‭ ‬التحول‭ ‬والقوة‭ ‬والجدار‭ ‬الفولاذي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختراقه‭.‬

يقول‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ (‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعتبر‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭... ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬يكفيها‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التلاحم‭)‬،‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬يعرف‭ ‬بحنكته‭ ‬أفق‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬ودائما‭ ‬تكون‭ ‬آراؤه‭ ‬وتفسيراته‭ ‬في‭ ‬محلها،‭ ‬فالموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للوطن‭ ‬العربي‭ ‬وغنى‭ ‬موارده‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬لهوى‭ ‬أطماع‭ ‬الحاقدين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ،‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ستظل‭ ‬مستهدفة‭ ‬ربما‭ ‬لزمن‭ ‬طويل‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬عن‭ ‬الأعين‭ ‬حجم‭ ‬المؤامرات‭ ‬ومحاولة‭ ‬زرع‭ ‬أجسام‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬لزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيها‭ ‬وجعلها‭ ‬تعيش‭ ‬الفوضى‭ ‬والتراجع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬لابد‭ ‬للعرب‭ ‬أن‭ ‬ينظروا‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬وحركته‭ ‬ويعتبروا‭ ‬وينظروا‭ ‬إلى‭ ‬المنطق‭ ‬بوصفه‭ ‬قاعدة‭ ‬عامة‭ ‬لمعرفة‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الصديق‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬العدو‭.‬

إن‭ ‬أهم‭ ‬الإشكاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الحقبة‭ ‬الراهنة‭ ‬هي‭ ‬حذف‭ ‬التاريخ‭ ‬وعدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬عواصفه‭ ‬الهائجة‭ ‬وأضوائه‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬فالاعتبار‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ - ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬دروسه‭ - ‬يلقي‭ ‬بإشعاع‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬الحاضر،‭ ‬ويجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وواعيا‭ ‬وسريعا‭ ‬في‭ ‬استخلاص‭ ‬النتائج،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬سيجد‭ ‬الطريق‭ ‬أمامه‭ ‬وعرا‭ ‬وشاقا‭ ‬وطويلا‭ ‬والفوضى‭ ‬تحاصره‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭. ‬

على‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬يقظة‭ ‬مستمرة‭ ‬ووعي‭ ‬حاد‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬حوله،‭ ‬فسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬أعطانا‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الركيزة‭ ‬الأولى‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العربي‭.‬