عامل التوقيت في تدرّج المواجهة الأميركية الإيرانية (1)

| راغدة درغام

يرفض‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الاستدراج‭ ‬الإيراني‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬لأسباب‭ ‬جوهرية‭ ‬عديدة،‭ ‬إنما‭ ‬أيضاً‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬امتلاك‭ ‬عنصر‭ ‬التوقيت‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ملفات‭ ‬دولية‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬استفزازات‭ ‬“الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فطهران‭ ‬تريد‭ ‬توريط‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ضربات‭ ‬عسكرية‭ ‬محدودة‭ ‬ضدها‭ ‬قبل‭ ‬انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬أوساكا‭ ‬كي‭ ‬تهيمن‭ ‬التطوّرات‭ ‬الميدانية‭ ‬على‭ ‬القمة،‭ ‬وتفرض‭ ‬إيران‭ ‬أجندتها‭ ‬كأمر‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬قادة‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاديات‭ ‬العالم،‭ ‬ويضطر‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬التغيّب‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬فائق‭ ‬الأهمية‭. ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬يقاوم‭ ‬بشدّة‭ ‬الانصياع‭ ‬إلى‭ ‬التكتيك‭ ‬الإيراني‭ ‬لأن‭ ‬الاجتماع‭ ‬بالرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬في‭ ‬أوساكا‭ ‬لبحث‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬الأميركية‭ ‬–‭ ‬الصينية‭ ‬أهم‭ ‬له‭ ‬بأضعاف‭ ‬من‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ولأن‭ ‬أوساكا‭ ‬محطّة‭ ‬مفيدة‭ ‬له‭ ‬لحشد‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬له‭ ‬ولعمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬أميركية‭ ‬وإجراءات‭ ‬إضافية‭ ‬ستضطر‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذها‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬التصعيد‭ ‬الإيراني،‭ ‬السابق‭ ‬والآتي‭.‬

خطة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تعدّها‭ ‬واشنطن‭ ‬ردّاً‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬“الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬الإيراني‭ ‬طائرة‭ ‬“درون”‭ ‬أميركية‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬استهداف‭ ‬إيراني‭ ‬مباشر‭ ‬“ستتضمن‭ ‬عنصراً‭ ‬عسكريّاً”‭ ‬حسبما‭ ‬نقلته‭ ‬المصادر،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬تعزيز‭ ‬العقوبات‭ ‬وتشديد‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬“وقائية”‭ ‬عسكرية‭ ‬محدودة‭ ‬ضد‭ ‬قواعد‭ ‬“الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬وربما‭ ‬ضد‭ ‬أحد‭ ‬المواقع‭ ‬النووية‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬أصفهان‭. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬اتخذت‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬والدينية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬اجتماعها‭ ‬قرار‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬“معاهدة‭ ‬منع‭ ‬انتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل”،‭ ‬NPT،‭ ‬فإن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأميركية‭ ‬ستتخذ‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬عزل‭ ‬إيران،‭ ‬تقول‭ ‬المصادر،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬ضرب‭ ‬حصار‭ ‬بحري‭ ‬عليها‭ ‬انتهاءً‭ ‬بتجميد‭ ‬أرصدة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتعاطى‭ ‬مع‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬مروراً‭ ‬بعمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬أفقها‭ ‬ليس‭ ‬واضحاً‭ ‬بعد‭. ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدول‭ ‬طهران‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬التصعيد،‭ ‬فإن‭ ‬النافذة‭ ‬على‭ ‬الصّفقة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬تماماً‭ ‬وحتماً‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تريدها‭ ‬إيران،‭ ‬تكتيك‭ ‬طهران‭ ‬هو‭ ‬استفزاز‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬الصفقة‭ ‬الثنائية‭ ‬بعد‭ ‬استدراج‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬إلى‭ ‬“الخط‭ ‬الأحمر”،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬يقظة‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إعداده‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تيسير‭ ‬التفاهمات‭ ‬الأميركية‭ ‬–الإيرانية،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬استراتيجية‭ ‬تستبق‭ ‬تغييب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الخليجية‭ ‬عن‭ ‬صفقات‭ ‬سرّية‭ ‬ثنائية‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران‭. ‬“إيلاف”‭.‬