أكثر الأنظمة إجراما في العالم

| فلاح هادي الجنابي

عندما‭ ‬يقول‭ ‬السيناتور‭ ‬الأميركي‭ ‬البارز‭ ‬ليندسي‭ ‬غراهام‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأميركي،‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬أجرتها‭ ‬معه‭ ‬قناة‭ ‬فوكس‭ ‬نيوز‭ ‬الأميركية‭ ‬“إن‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬الأنظمة‭ ‬إجراما‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتبحث‭ ‬عن‭ ‬شق‭ ‬الصف‭ ‬بين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أحد‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬تفجر‭ ‬السفن‭ ‬وخطوط‭ ‬النفط‭... ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬أحد‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التوترات‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرب”،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬بشيء‭ ‬جديد‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬واقعا‭ ‬ملموسا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النظام‭ ‬القرووسطائي‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بما‭ ‬ارتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ومجازر‭ ‬فظيعة‭ ‬وانتهاكات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬لمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومعاداته‭ ‬المرأة‭ ‬وامتهانه‭ ‬كرامتها‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬ووصل‭ ‬شره‭ ‬وعدوانيته‭ ‬المفرطة‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬باستنساخ‭ ‬نظامه‭ ‬المتعفن‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بمجزرة‭ ‬مروعة‭ ‬أعدم‭ ‬خلالها‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬سجين‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬وأنصار‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬جرائمه‭ ‬ومجازره‭ ‬المروعة‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬ولا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬شرائح‭ ‬وطبقات‭ ‬ومكونات‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬ووصول‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬فيه‭ ‬ببيع‭ ‬فلذات‭ ‬أكباده‭ ‬وأعضاء‭ ‬جسده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ومواجهة‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬أوجدها‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬بسبب‭ ‬سياساته‭ ‬المشبوهة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬ونهب‭ ‬الشعب‭ ‬وتصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬المنصرمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جعل‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بما‭ ‬قام‭ ‬ويقوم‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬إجرام‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وكذلك‭ ‬مخططاته‭ ‬المشبوهة‭ ‬ضد‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدخلات‭ ‬السافرة‭ ‬وتأسيس‭ ‬ميليشيات‭ ‬وأحزاب‭ ‬متطرفة‭ ‬تابعة‭ ‬له‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مخططاته‭ ‬الإجرامية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تقوم‭ ‬أيضا‭ ‬بالجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬لصالح‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المتطرف‭.‬

ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬أي‭ ‬نظام‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرقى‭ ‬أو‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬احترافه‭ ‬الجريمة‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وهو‭ ‬يمارس‭ ‬نفس‭ ‬أساليب‭ ‬وطرق‭ ‬عصابات‭ ‬المافيا‭ ‬ولكن‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬دولة‭ ‬واستغلال‭ ‬مختلف‭ ‬المٶسسات‭ ‬التابعة‭ ‬للحكومة‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬والإغاثة‭ ‬والسفارات‭ ‬لتمرير‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المخططات‭ ‬الإجرامية‭ ‬المشبوهة،‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬عندما‭ ‬رفعت‭ ‬شعار‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬وجعلته‭ ‬شعارها‭ ‬المركزي،‭ ‬فلأنها‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬نظاما‭ ‬يحترف‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬ويعادي‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وإسقاطه‭ ‬قضية‭ ‬ملحة‭ ‬جدا‭ ‬لإعادة‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬وإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭. ‬“الحوار‭ ‬المتمدن”‭.‬

 

“لم‭ ‬يكتف‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بما‭ ‬ارتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم،‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬ووصل‭ ‬شره‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم”‭.‬