لمحات

رحيل “اللمبي”

| د.علي الصايغ

حاول‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬سعد‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬بدور‭ ‬“اللمبي”،‭ ‬أن‭ ‬ينزع‭ ‬عباءة‭ ‬اللمبي‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬لا‭ ‬تفارقه‭ ‬منذ‭ ‬نجاحه‭ ‬الباهر‭ ‬عام‭ (‬‮٢٠٠٢‬‭)‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ (‬محمد‭ ‬حسين‭)‬؛‭ ‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬في‭ ‬صالات‭ ‬العرض‭ ‬السينمائية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬وقد‭ ‬دأب‭ ‬اللمبي،‭ ‬أقصد‭ ‬محمد‭ ‬سعد،‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬تقديم‭ ‬الشخصية‭ ‬الناجحة،‭ ‬حتى‭ ‬تنامت‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه‭ ‬لاستهلاك‭ ‬الشخصية‭ ‬كثيرا،‭ ‬وأنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا،‭ ‬ونمطا‭ ‬مختلفا،‭ ‬حتى‭ ‬يثبت‭ ‬قدرته‭ ‬كممثل‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬

ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم؛‭ ‬فيلم‭ (‬محمد‭ ‬حسين‭)‬،‭ ‬محاولة‭ ‬مشكورة‭ ‬منه‭ ‬لتقديم‭ ‬شيء‭ ‬مغاير،‭ ‬ابتعد‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬اللمبي،‭ ‬بصفاتها،‭ ‬وحركاتها،‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬بها،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬فإن‭ ‬سيناريو‭ ‬الفيلم‭ ‬وحواراته‭ ‬لم‭ ‬تخدم‭ ‬سعد،‭ ‬فقد‭ ‬أخفق‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬سعد‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة،‭ ‬كما‭ ‬يريد‭ ‬أو‭ ‬يراد‭ ‬له،‭ ‬فلا‭ ‬تشويق،‭ ‬ولا‭ ‬قصة‭ ‬محبكة،‭ ‬ورتابة،‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬لمسلسل‭ ‬تلفزيوني‭ ‬يشعرك‭ ‬بالملل‭.‬

ميزة‭ ‬الفيلم‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬الفنان‭ ‬سمير‭ ‬صبري‭ ‬إلى‭ ‬شاشة‭ ‬الفن‭ ‬السابع،‭ ‬بطريقته‭ ‬المعتادة،‭ ‬ما‭ ‬أرجعنا‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬مضت،‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬صبري‭ ‬متربعا‭ ‬لفترة‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬ومتفردا‭ ‬بتقديمه‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأفلام،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تواجد‭ ‬ضعيف،‭ ‬وغير‭ ‬مذكور‭ ‬حقيقة‭ ‬للفنان‭ ‬المميز‭ ‬كوميديا‭ ‬بيومي‭ ‬فؤاد،‭ ‬وقد‭ ‬بدا‭ ‬واضحا‭ ‬أنه‭ ‬استغل‭ ‬لإضافة‭ ‬أسماء‭ ‬محبوبة‭ ‬في‭ ‬الفيلم،‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تثبته‭ ‬المساحة‭ ‬الضئيلة‭ ‬التي‭ ‬ظهر‭ ‬فيها‭ ‬بيومي،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬يأتي‭ ‬بإنتاج‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬منتجي‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إنتاج‭ ‬الفيلم‭ ‬بدا‭ ‬غير‭ ‬سخي،‭ ‬ومحاولة‭ ‬سعد‭ ‬هذه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موفقة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬سوى‭ ‬أنها‭ ‬تحسب‭ ‬له،‭ ‬متمنين‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬شيئا‭ ‬خارجا‭ ‬عن‭ ‬مألوفه‭ ‬في‭ ‬المرات‭ ‬القادمة،‭ ‬مميزا،‭ ‬يستفز‭ ‬إمكانياته‭ ‬كممثل‭ ‬ملفت،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نقر‭ ‬فيه‭ ‬برحيل‭ ‬اللمبي‭ ‬موضوعيا‭ ‬أو‭ ‬وقتيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ (‬محمد‭ ‬حسين‭).‬