سوالف

ليستفد العرب من دروس التاريخ وحقائقه

| أسامة الماجد

ما‭ ‬أحوجنا‭ ‬كعرب‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬العمل‭ ‬الموحد،‭ ‬حتى‭ ‬بدون‭ ‬اتفاقيات،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬القصد‭ ‬المعلوم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬هو‭ ‬تنظيم‭ ‬أسلوب‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬وترجمة‭ ‬روح‭ ‬الوحدة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬منظم‭ ‬منسق،‭ ‬وأتصور‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬اجتمعت‭ ‬كلمة‭ ‬العرب‭ ‬قبل‭ ‬الحوادث‭ ‬بنفس‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬العمليات‭ ‬أيا‭ ‬كانت،‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬الكثير‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تزل‭ ‬الفرصة‭ ‬أمامنا‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الجبهات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬ولتكن‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ‭ ‬وحقائقه‭ ‬حافزا‭.‬

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬كعرب‭ ‬نجد‭ ‬أمامنا‭ ‬موجات‭ ‬كبيرة‭ ‬متعاقبة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يخطط‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تغييرا‭ ‬ضخما‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬السياسة‭ ‬العربية‭ ‬باستخدام‭ ‬السلاح‭ ‬الفكري‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬أعداء‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬بلوغ‭ ‬مآربهم،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نستهين‭ ‬بتأثير‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬من‭ ‬الدعاية،‭ ‬فالمعروف‭ ‬عنا‭ ‬كعرب‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعطي‭ ‬الجانب‭ ‬الفكري‭ ‬والإعلامي‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬وتلك‭ ‬مأساتنا‭ ‬العظمى،‭ ‬نرى‭ ‬أمامنا‭ ‬مغامرات‭ ‬عدوانية‭ ‬متكررة،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬غير‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬والتقاط‭ ‬الأنفاس‭.‬

إن‭ ‬السلاح‭ ‬الفكري‭ ‬والإعلامي‭ ‬باتجاهاته‭ ‬المتنوعة‭ ‬والغائب‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬العربية،‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأفتك‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تتسابق‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬تحريكها‭ ‬وامتلاكها،‭ ‬فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الفكري‭ ‬والأدبي‭ ‬نحن‭ ‬ميتون‭ ‬وأقولها‭ ‬صراحة‭ ‬إن‭ ‬الأديب‭ ‬العربي‭ ‬تخلف‭ ‬عن‭ ‬واجبه‭ ‬في‭ ‬المعارك‭ ‬الوطنية‭ ‬والساعات‭ ‬الحاسمة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الخمسينات‭ ‬والستينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬رائد‭ ‬الشجاعة‭ ‬والإقدام‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعارك،‭ ‬والإعلام‭ ‬العربي‭ ‬أيضا‭ ‬يعيش‭ ‬ازدواجية‭ ‬شنيعة‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬بالمعنى‭ ‬العميق‭ ‬والسعة‭ ‬والشمول،‭ ‬إعلام‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬لم‭ ‬يستفد‭ ‬من‭ ‬التجرية‭ ‬وعمقها‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬بمستوى‭ ‬الأحداث‭ ‬والرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬للعالم‭ ‬محجوبة‭ ‬عنه‭.‬

عندما‭ ‬يغيب‭ ‬البرنامج‭ ‬وتكون‭ ‬هناك‭ ‬ضبابية‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬المهمات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وتشويش‭ ‬وتردد‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نتحرك‭ ‬في‭ ‬إطارها،‭ ‬حتما‭ ‬سنكون‭ ‬عرضة‭ ‬للمؤامرات‭ ‬والتدهور،‭ ‬لذلك‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬وأقول‭ ‬ما‭ ‬أحوجنا‭ ‬كعرب‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬العمل‭ ‬الموحد‭.‬