أقوال تتعارض مع الأفعال

| عبدعلي الغسرة

طالب‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬العراق‭ ‬بالعمل‭ (‬على‭ ‬طرد‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭)‬،‭ ‬وأن‭ ‬وجود‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬برأيه‭ ‬لا‭ ‬يُمثل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬وشعبه‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المجموعة‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬أي‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬الميليشيات‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومَن‭ ‬يُمثلها‭.‬

إن‭ ‬الميليشيات‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومَن‭ ‬يُمثلها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذُ‭ ‬2003م‭ ‬وليومنا‭ ‬الحاضر‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬المصالح‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬لقاء‭ ‬لأحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬قال‭ ‬إن‭ (‬أميركا‭ ‬لا‭ ‬تمانع‭ ‬من‭ ‬تبعية‭ ‬الحكومة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬العراقيين‭ ‬لها‭)‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ (‬طرد‭ ‬الأميركيين‭ ‬سيصبح‭ ‬صعبًا‭ ‬عندما‭ ‬يستمر‭ ‬وجودهم‭ ‬العسكري‭ ‬لأمد‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬يدخلونه‭). ‬إن‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وواشنطن‭ ‬صراع‭ ‬مصالح،‭ ‬فمصالحهما‭ ‬تتطابق‭ ‬وتساند‭ ‬مصالح‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فالدولة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تحتل‭ ‬إقليم‭ ‬الأحواز‭ ‬العربي‭ ‬منذُ‭ ‬عام‭ ‬1925م‭ ‬وقامت‭ ‬باحتلال‭ ‬الجزر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬1970م‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية‭ ‬بقراراتها،‭ ‬وعندما‭ ‬تطالب‭ ‬طهران‭ ‬واشنطن‭ ‬بسحب‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬فهل‭ ‬ستسحب‭ ‬الأولى‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬الأحواز‭ ‬وتعيده‭ ‬إلى‭ ‬أهله؟‭ ‬وهل‭ ‬ستسحب‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬والجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬وسوريا؟‭ ‬وهل‭ ‬ستمتنع‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬إرادتها‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن؟‭ ‬وهل‭ ‬ستوقف‭ ‬تدخلاتها‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات؟‭ ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وميليشياتها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وتدمير‭ ‬كان‭ ‬باتفاق‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فأصبح‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مشلولًا‭ ‬عن‭ ‬التصرف‭ ‬بمقدراته‭. ‬الاحتلال‭ ‬واحد‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬يهوديًا‭ ‬أو‭ ‬نصرانيًا،‭ ‬فقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬والأحواز‭ ‬والجزر‭ ‬العربية‭ ‬الثلاث‭ ‬ولواء‭ ‬الأسكندرون‭ ‬وهضبة‭ ‬الجولان‭ ‬أهدافها‭ ‬واحدة‭.‬