ما الذي يجري في مستشفى السلمانية؟

| عباس العمران

من‭ ‬المسلمات‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإدارة‭ ‬الحديث‭ ‬أن‭ ‬القائد‭ ‬الإداري‭ ‬الناجح‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬أفكار‭ ‬مبدعة‭ ‬ومفيدة‭ ‬لأية‭ ‬مشكلة‭ ‬تواجهه‭ ‬في‭ ‬مؤسسته،‭ ‬لتنتج‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬ناجحة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬يعتبر‭ ‬علماء‭ ‬الإدارة‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الإخفاقات‭ ‬لمدة‭ ‬زمنية‭ ‬طويلة‭ ‬وتراكمها‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬وكبير‭ ‬على‭ ‬عجز‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬حلها‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬البديل‭ ‬المناسب‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬فالإبداع‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬التجديد‭ ‬والتطوير‭ ‬المستمر‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬سيطرة‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬والأدلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭. ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬قامت‭ ‬مشكورة‭ ‬بنشر‭ ‬معاناة‭ ‬المرضى‭ ‬واستمعت‭ ‬إلى‭ ‬الأهالي‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬ومن‭ ‬منطق‭ ‬الأمانة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بها،‭ ‬وتفاعل‭ ‬الشارع‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لولاها‭ ‬لظلت‭ ‬مخبأة‭ ‬وغائبة‭ ‬عنهم‭.‬

مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تنشر‭ ‬بدورها‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬الصحيفة،‭ ‬ولا‭ ‬حجة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬بعدم‭ ‬إحاطتهم‭ ‬بها‭. ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬أحد‭ ‬المراجعين‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬واصفا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬التابعة‭ ‬بدءا‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬للسيارة‭ ‬وليس‭ ‬انتهاء‭ ‬بالدخول‭ ‬على‭ ‬الدكتور‭. ‬

أخطاء‭ ‬طبية‭ ‬فادحة،‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المستوى،‭ ‬لجان‭ ‬تحقيق‭ ‬تُعتمد‭ ‬لمباشرة‭ ‬شكاوى‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬بنتائجها‭ ‬ولا‭ ‬إجراءاتها،‭ ‬مواعيد‭ ‬للمرضى‭ ‬بالسنوات‭ ‬والأشهر‭ ‬وآخرها‭ ‬أزمة‭ ‬الأدوية‭ ‬المخجلة‭.‬

الزميل‭ ‬إبراهيم‭ ‬النهام‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬عموده‭ ‬حقائق‭ ‬صادمة‭ ‬استقاها‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬ودقيق،‭ ‬روايات‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬الجبين‭ ‬ويرق‭ ‬لها‭ ‬القلب‭. ‬بات‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬حازم‭ ‬وصارم‭ ‬مع‭ ‬المقصرين‭ ‬ومواجهة‭ ‬الإهمال‭ ‬الإداري‭ ‬والطبي‭ ‬بلا‭ ‬هوادة،‭ ‬فآلام‭ ‬الناس‭ ‬وحرقة‭ ‬قلوب‭ ‬أهالي‭ ‬المرضى‭ ‬آن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تُسمع‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬معالجة‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬وأن‭ ‬يتوقف‭ ‬هذا‭ ‬الإهمال‭ ‬والتقصير‭.‬