رؤيا مغايرة

خطأ طبي جديد بـ “السلمانية”... إلى متى؟!

| فاتن حمزة

في‭ ‬حادثة‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬جديدة،‭ ‬بمستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬شكت‭ ‬المواطنة‭ ‬لبنى‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬لصحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬إدخال‭ ‬والدتها‭ (‬54‭ ‬سنة‭) ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬يونيو‭ ‬الحالي،‭ ‬لإجراء‭ ‬عملية‭ ‬إزالة‭ ‬رحم‭ ‬بالمنظار‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬وبعد‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬تم‭ ‬أخذ‭ ‬المريضة‭ ‬إلى‭ ‬الجناح‭ ‬مباشرة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يأخذوها‭ ‬لغرفة‭ (‬الإفاقة‭ ‬بعد‭ ‬العملية‭). ‬وتضيف‭ ‬لبنى‭: ‬حين‭ ‬أحضرتها‭ ‬الممرضة‭ ‬لنا،‭ ‬كانت‭ ‬خائفة‭ ‬ومرعوبة،‭ ‬وتردد‭ ‬بخوف‭ ‬شديد‭: ‬أوقظوها،‭ ‬وحين‭ ‬باشرنا‭ ‬بفحصها‭ ‬كانت‭ ‬“جثة‭ ‬هامدة”‭. ‬وتتابع‭: ‬بعدها‭ ‬قلنا‭ ‬للممرضة،‭ ‬إن‭ ‬نبض‭ ‬الوالدة‭ ‬ونفسها‭ ‬متوقفان‭ ‬تماماً،‭ ‬باشرت‭ ‬برعب‭ ‬بإخبار‭ ‬طاقم‭ ‬الممرضات‭ ‬والأطباء،‭ ‬حيث‭ ‬سارعوا‭ ‬بالتحرك‭ ‬لها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعالى‭ ‬الصراخ‭ ‬من‭ ‬قبلنا،‭ ‬وحين‭ ‬بدأوا‭ ‬مباشرة‭ ‬عملهم،‭ ‬كان‭ ‬النبض‭ ‬والتنفس‭ ‬متوقفين‭ ‬بالفعل‭ ‬لفترة‭ ‬تجاوزت‭ ‬ثلاث‭ ‬دقائق‭.‬

من‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬إن‭ ‬حدث‭ ‬أي‭ ‬مكروه‭ ‬لها‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬التقصير؟‭! ‬لم‭ ‬يصطحبوها‭ ‬لغرفة‭ ‬العناية‭ ‬القصوى،‭ ‬ورفضوا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬متعذرين‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬سرير‭! ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬يتحمل‭ ‬المريض‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المضاعفات‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬حالته‭ ‬وقد‭ ‬يفارق‭ ‬بسببها‭ ‬الحياة؟‭! ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سيستمر‭ ‬هذا‭ ‬الاستهتار‭ ‬والنقص‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬والأدوية؟‭! ‬ولا‭ ‬يغيب‭ ‬عنا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬استبعاد‭ ‬أحد‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬الوريدية‭ ‬بعد‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬“جسم‭ ‬غريب”‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬العبوات،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬إحدى‭ ‬الصحف‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬الكوادر‭ ‬الصحية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أقسام‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬الكميات‭ ‬المخزنة‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬والمستوردة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬آسيوية،‭ ‬ضمن‭ ‬الاتجاه‭ ‬لشراء‭ ‬الأدوية‭ ‬الجنيسة‭ ‬تحتوي‭ ‬بعض‭ ‬عبواتها‭ ‬على‭ ‬حشرات‭.‬

للأسف‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬في‭ ‬ترد‭ ‬وتراجع،‭ ‬فرغم‭ ‬أهميته‭ ‬واكتظاظه‭ ‬بالمرضى‭ ‬وحاجتهم‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬فيه‭ ‬نشاهد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تجاوزات‭ ‬مختلفة‭ ‬وقصورا‭ ‬مستمرا‭ ‬وأمراضا‭ ‬ونقصا‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬والأسرة‭ ‬والأدوية‭ ‬والاستعاضة‭ ‬بأدوية‭ ‬رخيصة‭ ‬الثمن‭!‬

سياسة‭ ‬غير‭ ‬مدروسة‭ ‬مازلنا‭ ‬نعاني‭ ‬منها،‭ ‬والعجز‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬نواجهه‭ ‬اليوم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجودة‭ ‬وبالتالي‭ ‬صحة‭ ‬المواطن،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المهزلة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬فالوزارة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التقصير،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬التلاعب‭ ‬بصحة‭ ‬الناس،‭ ‬يجب‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬تعطى‭ ‬لهم‭ ‬ووضع‭ ‬كل‭ ‬الاحتياطات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬وأدوية‭ ‬ومستلزمات‭ ‬مهمة‭ ‬يحتاجها‭ ‬المريض‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬الأطباء‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬كاف‭ ‬لأية‭ ‬حالات‭ ‬طارئة‭ ‬وعدم‭ ‬التواني‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب‭ ‬وذلك‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬المرضى‭ ‬وسلامتهم‭.‬