ريشة في الهواء

اشغل وقتك بالفرح

| أحمد جمعة

دائمًا‭ ‬أذكر‭ ‬عبارات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬حين‭ ‬يلتقينا‭ ‬بمجلسه‭: ‬اشغلوا‭ ‬أيامكم‭ ‬بالفرح‭ ‬وازرعوا‭ ‬الابتسامة،‭ ‬ابحثوا‭ ‬عن‭ ‬السعادة‭. ‬كان‭ ‬همُّه‭ ‬دائمًا‭ ‬فرح‭ ‬وسعادة‭ ‬الناس،‭ ‬يعشق‭ ‬الحياة‭ ‬ويحث‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬المناسبات‭ ‬السعيدة،‭ ‬يبارك‭ ‬للجميع‭ ‬بأفراحهم‭ ‬ويسعد‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬سعداء،‭ ‬أذكر‭ ‬كلماته‭ ‬المرحة‭ ‬دائمًا‭ ‬وتعليقاته‭ ‬الخفيفة‭ ‬مع‭ ‬زوار‭ ‬مجلسه‭ ‬وهو‭ ‬يتبادل‭ ‬الأحاديث‭ ‬الودية‭ ‬بمرح‭ ‬وسعادة،‭ ‬فيخرج‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬مجلسه‭ ‬والابتسامة‭ ‬تعلو‭ ‬وجوههم،‭ ‬تذكرت‭ ‬ذلك‭ ‬وأنا‭ ‬أستعيد‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬البهيجة‭ ‬التي‭ ‬يستقبل‭ ‬فيها‭ ‬أبناءه‭ ‬بمختلف‭ ‬الظروف‭ ‬حتى‭ ‬بوقت‭ ‬المحن،‭ ‬فتراه‭ ‬يمدهم‭ ‬بالأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬والحيوية،‭ ‬حين‭ ‬يداعب‭ ‬البعض‭ ‬بكلمات‭ ‬رقيقة‭ ‬وعبارات‭ ‬ملئها‭ ‬المرح‭ ‬والانشراح،‭ ‬فتجد‭ ‬حتى‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬بذلك‭ ‬الصباح‭ ‬وبنفسه‭ ‬بعض‭ ‬الضيق‭ ‬يخرج‭ ‬وقد‭ ‬امتلأت‭ ‬روحه‭ ‬بالبهجة‭ ‬وهو‭ ‬يستمع‭ ‬لحديث‭ ‬سموه،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬فبقدر‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬الأمور‭ ‬بحزم‭ ‬وشدة‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬يركب‭ ‬الصعاب‭ ‬ويذلها،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬منشرح‭ ‬ومبتهج‭ ‬بمن‭ ‬حوله،‭ ‬أذكر‭ ‬سموه‭ ‬بكل‭ ‬يوم‭ ‬وكل‭ ‬مناسبة‭ ‬بخصاله‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬كل‭ ‬المشاعر‭ ‬السعيدة‭.‬

وأنا‭ ‬أرى‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬قلقين،‭ ‬متوترين‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬تطغى‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬أحاديث‭ ‬الحرب‭ ‬والتداعيات،‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تسير‭ ‬هكذا،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيشها،‭ ‬ونمضي‭ ‬بحياتنا‭ ‬الطبيعية،‭ ‬نزرع‭ ‬الابتسامات،‭ ‬كما‭ ‬يعيش‭ ‬الآخرون‭ ‬بالعالم‭ ‬وهم‭ ‬بغاية‭ ‬المرح‭ ‬والانطلاق‭ ‬بحيوية‭ ‬الصيف‭ ‬والبحر‭ ‬والسباحة‭ ‬ومباريات‭ ‬الكرة‭ ‬وما‭ ‬يرافقها‭ ‬من‭ ‬حيوية،‭ ‬بينما‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬تحاصرهم‭ ‬ومخاطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬تحيط‭ ‬بهم،‭ ‬لكنهم‭ ‬أينما‭ ‬وليت‭ ‬نظرك‭ ‬تجد‭ ‬مهرجانات‭ ‬الصيف‭ ‬المختلفة‭ ‬حيث‭ ‬يحتفلون‭ ‬خلالها‭ ‬بمواسم‭ ‬الزهور‭ ‬والأبقار‭ ‬والفواكه‭ ‬والخضروات،‭ ‬الشعوب‭ ‬بالخارج‭ ‬تعيش‭ ‬وتفرح‭ ‬وتأكل‭ ‬وترقص‭ ‬وتلعب‭ ‬وتشاهد‭ ‬مباريات‭ ‬عكس‭ ‬الشعوب‭ ‬عندنا‭ ‬مشغولة‭ ‬بالفتاوى‭ ‬والجهاد‭ ‬وأخبار‭ ‬الحرب،‭ ‬يأتي‭ ‬موسم‭ ‬الرطب‭ ‬واللوز‭ ‬والباباي‭ ‬والبمبر‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يفكر‭ ‬بعمل‭ ‬مهرجان‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬عندنا‭ ‬فاكهة‭ ‬موسمية‭ ‬تستحق‭ ‬الاحتفال‭! ‬والمقصود‭ ‬هنا‭ ‬اختراع‭ ‬موسم‭ ‬للفرح‭ ‬والانطلاق‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬احتفالاً‭ ‬بموسم‭ ‬الرطب‭ ‬الذي‭ ‬تأخر‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬هل‭ ‬أرعبه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬خبر‭ ‬الحرب؟‭ ‬فكل‭ ‬فرصة‭ ‬يمكن‭ ‬اقتناصها‭ ‬للفرح‭ ‬مناسبة‭ ‬للناس‭ ‬للانطلاق،‭ ‬ففي‭ ‬سويسرا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالفراشات‭ ‬وفي‭ ‬أستراليا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالبقر‭ ‬وفي‭ ‬هولندا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالزهور‭ ‬وفي‭ ‬فرنسا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالكروم‭ ‬وأنواعه،‭ ‬وهكذا‭ ‬يسير‭ ‬العالم‭.‬

ألم‭ ‬يحن‭ ‬الوقت‭ ‬بعد‭ ‬لأن‭ ‬ننظر‭ ‬حولنا‭ ‬ونبحث‭ ‬عن‭ ‬مناسبة‭ ‬تجعلنا‭ ‬نخترع‭ ‬الفرح‭ ‬ونطلقه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬العبوس‭ ‬ولا‭ ‬تقولوا‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة،‭ ‬ففي‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬شعوب‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬بظروفها‭ ‬أحد‭ ‬تعيش‭ ‬بسعادة‭.‬

الله‭ ‬يذكرك‭ ‬بالخير‭ ‬يا‭ ‬أبو‭ ‬علي‭ ‬وأنت‭ ‬تزرع‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬شفاهنا،‭ ‬نتطلع‭ ‬للقائك،‭ ‬حفظك‭ ‬الله‭ ‬ورعاك‭.‬

تنويرة‭: ‬

ازرع‭ ‬الورد‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬جارك‭ ‬يزرع‭ ‬الشوك‭.‬