سوالف

على‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬النزول‭ ‬ميدانيًّا‭ ‬وتفقد‭ ‬الطوارئ

| أسامة الماجد

في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬بعد‭ ‬تولي‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬فائقة‭ ‬الصالح‭ ‬حقيبة‭ ‬الوزارة‭ ‬بأربعة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ (‬الوزيرة‭ ‬فائقة‭ ‬الصالح‭ ‬لديها‭ ‬الآن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الدقيقة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المشاكل‭ ‬وجوانب‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬صيدليات‭ ‬الوزارة،‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأقسام‭ ‬والوحدات،‭ ‬إلى‭ ‬تكدس‭ ‬مرضى‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬صغيرة‭ ‬وطريقة‭ ‬تنفيذ‭ ‬نظام‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القسم،‭ ‬وأيضا‭ ‬مشاكل‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تستقبل‭ ‬أعدادا‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬تفوق‭ ‬طاقتها‭ ‬الاستيعابية،‭ ‬وكذلك‭ ‬حاجة‭ ‬بعض‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬للتجديد‭ ‬وتجهيزها،‭ ‬والأخطاء‭ ‬الطبية،‭ ‬وأن‭ ‬حل‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭ ‬والملاحظات‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مجهودات‭ ‬خارقة،‭ ‬والتركات‭ ‬الثقيلة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬الصالح‭ ‬تحتاج‭ ‬فقط‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الجادة‭ ‬والأساسية‭ ‬وتوحيد‭ ‬أسلوب‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة‭).‬

لكن‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أسف‭ ‬مازالت‭ ‬مشاكل‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬وكأنها‭ ‬تستعيد‭ ‬حيوتها‭ ‬وجمالها‭ ‬كهيكل‭ ‬له‭ ‬خصائصه‭ ‬ومميزاته،‭ ‬فقد‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬ابنتي‭ ‬الكبرى‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭ ‬حادة‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬تحويلها‭ ‬فورا‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬أنجنير‭ ‬الصحي‭ ‬إلى‭ ‬طوارئ‭ ‬السلمانية‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي،‭ ‬وما‭ ‬شاهدته‭ ‬في‭ ‬طوارئ‭ ‬السلمانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيله،‭ ‬مرضى‭ ‬مكدسون‭ ‬بأختام‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬القاعة‭ ‬بمختلف‭ ‬الأمراض،‭ ‬وهنا‭ ‬سألت‭ ‬نفسي‭... ‬أيعقل‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬“محولين”‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬ثم‭ ‬كيف‭ ‬لثلاثة‭ ‬أطباء‭ ‬تشخيص‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬والحق‭ ‬يقال،‭ ‬كان‭ ‬الأطباء‭ ‬يعملون‭ ‬بجهد‭ ‬خارق‭ ‬وهمة‭ ‬وحيوية،‭ ‬لكن‭ ‬نظرا‭ ‬لعدد‭ ‬المرضى‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إيقاع‭ ‬العمل‭ ‬بطيئا،‭ ‬والحالة‭ ‬التي‭ ‬أزعجتنا‭ ‬وأدهشتنا‭ ‬“تذمر”‭ ‬ممرضة‭ ‬بحرينية‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬المعالجة‭ ‬وعدم‭ ‬احترامها‭ ‬ذوي‭ ‬المرضى،‭ ‬فالسؤال‭ ‬والاستفسار‭ ‬ممنوع‭ ‬وإن‭ ‬جاء‭ ‬الرد‭ ‬يكون‭ ‬مثل‭ ‬النار‭ ‬التي‭ ‬تحرق‭ ‬خارطة‭ ‬الوجوه‭.‬

أتصور‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬النزول‭ ‬ميدانيا‭ ‬وتفقد‭ ‬الطوارئ‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بتقارير‭ ‬وملاحظات‭ ‬المدراء‭ ‬والوكلاء،‭ ‬فالعمل‭ ‬في‭ ‬الطوارئ‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬وإدارة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭.‬