للنواب: هل تنقرض الخبرات والكفاءة بعد السن التقاعدي؟

| نجاة المضحكي

هل‭ ‬أصبح‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬شرطة‭ ‬على‭ ‬الوزارات؟‭ ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬خبرتهم‭ ‬تؤهلهم‭ ‬للبت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مسألة؟‭ ‬أين‭ ‬هم‭ ‬عن‭ ‬دورهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية؟‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬المساءلة‭ ‬انتقائية،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬مطالبة‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬بإقالة‭ ‬أو‭ ‬إنهاء‭ ‬عقود‭ ‬بعض‭ ‬عمداء‭ ‬كليات‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬وبعض‭ ‬الأساتذة،‭ ‬بحجة‭ ‬بلوغ‭ ‬بعضهم‭ ‬السن‭ ‬التقاعدية،‭ ‬أو‭ ‬انتهاء‭ ‬عقد‭ ‬بعضهم،‭ ‬بل‭ ‬يتدخل‭ ‬النائب‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الأساتذة‭ ‬كون‭ ‬بعضهم‭ ‬قد‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬كما‭ ‬يتطرقون‭ ‬إلى‭ ‬مسائل‭ ‬داخلية‭ ‬يمكن‭ ‬للطالب‭ ‬مناقشتها‭ ‬مع‭ ‬جامعته،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬دليل‭ ‬استقائهم‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬لهم‭ ‬مصالح،‭ ‬متجاهلين‭ ‬حاجة‭ ‬الجامعة‭ ‬للكوادر‭ ‬العلمية‭ ‬ذات‭ ‬الخبرة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬ابتعاث‭ ‬البحرينيين‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الجامعات‭ ‬رغم‭ ‬كلفتها‭. ‬إن‭ ‬النقد‭ ‬الفاضح‭ ‬لأفضل‭ ‬جامعة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭ ‬يسيء‭ ‬لسمعة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬وكفاءته،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬فيه‭ ‬دولة‭ ‬تقدح‭ ‬في‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الحكومية‭ ‬وخصوصا‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والخدمات‭ ‬الإسكانية‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬نوجهه‭ ‬لبعض‭ ‬النواب‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬ظن‭ ‬نفسه‭ ‬“عنتر‭ ‬زمانه”،‭ ‬يا‭ ‬حضرة‭ ‬النائب‭ ‬هل‭ ‬الخبرة‭ ‬تنقرض‭ ‬عندما‭ ‬يصل‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬السن‭ ‬التقاعدي؟‭ ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يناقض‭ ‬الواقع؟‭ ‬هاهو‭ ‬قانون‭ ‬الترشح‭ ‬للمجلسين‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬لم‭ ‬يضع‭ ‬حدا‭ ‬أقصى‭ ‬لعمر‭ ‬المترشح،‭ ‬كما‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬تعدى‭ ‬السبعين‭ ‬والثمانين،‭ ‬وكذلك‭ ‬هم‭ ‬الأطباء‭ ‬المشهورون‭ ‬الذين‭ ‬تجاوزت‭ ‬أعمارهم‭ ‬الثمانين‭ ‬ومازالوا‭ ‬يقومون‭ ‬بأدق‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية،‭ ‬فهل‭ ‬توقفهم‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للصحة‭ ‬عن‭ ‬العمل؟‭ ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬الخبير‭ ‬والعالم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بعد‭ ‬الستين‭ ‬أو‭ ‬الثمانين؟‭ ‬وهل‭ ‬الشاعر‭ ‬يتوقف‭ ‬ذهنه‭ ‬عن‭ ‬نظم‭ ‬الشعر‭ ‬إذا‭ ‬بلغ‭ ‬سنا‭ ‬معينة؟‭ ‬ثم‭ ‬كذلك‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬حرروا‭ ‬دولهم‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬ومنهم‭ ‬عمر‭ ‬المختار،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬العطاء‭ ‬والفطنة‭ ‬والكفاءة‭ ‬لا‭ ‬عمر‭ ‬لها‭.‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬أو‭ ‬الخدمية،‭ ‬والعرف‭ ‬السائد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬“الفرش‭ ‬واللحاف”‭ ‬لوطنه‭ ‬وخصوصا‭ ‬سمعته‭ ‬الدولية،‭ ‬أما‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمساءلة‭ ‬في‭ ‬المخالفات‭ ‬فأمر‭ ‬تعمل‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬وهاهو‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬يمكنكم‭ ‬التحقيق‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬انتقائية‭ ‬حتى‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ورؤية‭ ‬2030‭.‬