سوالف

تجديد لغة الخطاب الديني... معادلة صائبة وضرورية

| أسامة الماجد

ذكر‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬“الوزارة‭ ‬أعدت‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتجديد‭ ‬لغة‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الوزارة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬وإدارتي‭ ‬الأوقاف‭ ‬السنية‭ ‬والجعفرية،‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتدريب‭ ‬الخطباء‭ ‬والدعاة‭ ‬وقطعت‭ ‬شوطًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬والدورات‭ ‬المتخصصة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الوسطية‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلاف،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني”‭.‬

عندما‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬لغة‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬تحديدا‭ ‬واضحا‭ ‬بحيث‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬التجاوز،‭ ‬حينها‭ ‬يسير‭ ‬المجتمع‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتماسك‭ ‬جبهتها‭ ‬الداخلية،‭ ‬وفي‭ ‬مناسبة‭ ‬سابقة‭ ‬ذكرنا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الخطيرة‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وجود‭ ‬جماعات‭ ‬استغلت‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬وتلاعبت‭ ‬بعقول‭ ‬الشباب‭ ‬وأكثرت‭ ‬من‭ ‬جرعة‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬العنيف‭ ‬والصدامي‭ ‬والمتشدد،‭ ‬ولا‭ ‬تتوانى‭ ‬عن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الفهلوة‭ ‬السياسية‭ ‬البعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭. ‬هذا‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬الدين‭ ‬والسياسة‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬للوعي‭ ‬الزائف‭ ‬وهو‭ ‬مصدر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬البحرين،‭ ‬فحين‭ ‬يتقلد‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬الزعامة‭ ‬السياسية‭ ‬ويطرح‭ ‬تصورات‭ ‬مغلقة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬النقاش‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬ترك‭ ‬المهام‭ ‬الأساسية‭ ‬للمنبر‭ ‬واتجه‭ ‬إلى‭ ‬السياسة‭ ‬وتحريك‭ ‬الجماهير‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحريض‭. ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطن‭ ‬الصالح،‭ ‬وتجديده‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬الضرورية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة،‭ ‬والتجديد‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الثوابت‭ ‬والعقيدة،‭ ‬إنما‭ ‬تطويره‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تطورات‭ ‬العصر‭ ‬والانفتاح‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر،‭ ‬والبحرين‭ ‬معروفة‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬بموروثها‭ ‬الحضاري‭ ‬وسماتها‭ ‬الوطنية‭ ‬المتميزة،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬“إن‭ ‬تجديد‭ ‬لغة‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني؛‭ ‬يأتي‭ ‬انعكاسا‭ ‬لما‭ ‬جُبِل‭ ‬عليه‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬وسطية‭ ‬واعتدال”‭.‬

تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬معادلة‭ ‬صائبة‭ ‬وضرورية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬والمراقبة،‭ ‬وأيضا‭ ‬وسيلة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وحماية‭ ‬الشباب‭ ‬وإبعادهم‭ ‬عن‭ ‬براثن‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭.‬