لمحات

وفيات الرياضة

| د.علي الصايغ

شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬حزن‭ ‬وأسى‭ ‬وفاة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬وهم‭ ‬يمارسون‭ ‬الرياضة،‭ ‬كرياضة‭ ‬المشي‭ ‬أو‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬وقد‭ ‬توفي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسته‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬ممشى‭ ‬عالي،‭ ‬إثر‭ ‬إصابته‭ ‬بنوبة‭ ‬قلبية‭ ‬حادة،‭ ‬كما‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬إثر‭ ‬هبوط‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسته‭ ‬الرياضة‭ ‬بممشى‭ ‬عالي‭ ‬أيضاً،‭ ‬وتوفي‭ ‬بحريني‭ ‬كان‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ (‬42‭ ‬عاماً‭) ‬في‭ ‬أحد‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬كرانة،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬توفي‭ ‬نتيجة‭ ‬لهبوط‭ ‬حاد‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭.‬

ليست‭ ‬الحالات‭ ‬المذكورة‭ ‬للحصر،‭ ‬بل‭ ‬لتبيان‭ ‬العدد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يتوفون‭ ‬أثناء‭ ‬ممارستهم‭ ‬الرياضة،‭ ‬وهذه‭ ‬الحالات‭ ‬تطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬عدة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬ممارسي‭ ‬الرياضة،‭ ‬وكيفية‭ ‬تجنب‭ ‬وقوعها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التكرار‭ ‬الملحوظ‭ ‬لوفاة‭ ‬ممارسي‭ ‬الرياضة،‭ ‬دعا‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬معرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الوفيات،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وقوعها،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الفنية‭ ‬وإجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الرياضية‭.‬

جانب‭ ‬مهم‭ ‬أيضاً،‭ ‬ضرورة‭ ‬عمل‭ ‬حملات‭ ‬مكثفة‭ ‬من‭ ‬التوعية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المتاحة،‭ ‬وحتى‭ ‬جهات‭ ‬العمل،‭ ‬والجمعيات،‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬اللازم‭ ‬لعله‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأسباب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬واضحاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬المتداولة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬والتصريحات‭ ‬من‭ ‬الأطباء،‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬نصائح‭ ‬لممارسي‭ ‬الرياضة،‭ ‬منها‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الإجهاد‭ ‬الكبير‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬وضرورة‭ ‬توافر‭ ‬الإسعافات‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الرياضية،‭ ‬وتواجد‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬استخدامها،‭ ‬وتكثيف‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬للإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اكتساب‭ ‬النمط‭ ‬الصحي‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الضغوط‭ ‬الحياتية،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬نصائح‭ ‬كثيرة،‭ ‬تتطلب‭ ‬عمل‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬واسعة،‭ ‬تستهدف‭ ‬كل‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية،‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬ومسنين،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬جداً‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي‭ ‬والرياضي‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وحتماً‭ ‬سيقلل‭ ‬هذا‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬المأسوف‭ ‬عليها‭.‬