ترامب سيضرب... ترامب لن يضرب!
| د. بثينة خليفة قاسم
الدنيا كلها تترقب، الكل حبس أنفاسه مساء الجمعة وانتظر أن يصحو من نومه يوم السبت على خبر الضربة العسكرية الأميركية لإيران، حيث كانت كل الشواهد تؤكد ذلك، فقد أسقطت إيران طائرة أميركية في الخليج وقالت إن الطائرة دخلت المجال الجوي الإيراني في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية، ويضاف إلى ذلك أن ثلاث قواعد عسكرية أميركية في العراق تعرضت للاعتداء.
كل شيء إذا كان يشير إلى أن لحظة الصفر أصبحت قريبة جدا، لكن شيئا لم يحدث فقد تراجع ترامب عن قراره بعد أن أرسل إنذارا لإيران بأنها ستتعرض لضربة وشيكة، وعاد ترامب من جديد ليقول لمن يريد أن يصدق إنه تراجع عن الضربة خوفا من آثارها الكبيرة التي لا تتناسب مع السبب الذي كانت ستنطلق من أجله.
كلام جميل جدا لكنه لا يتسق مع سياسة الولايات المتحدة قبل بدء أي حرب، والعراق خير شاهد على ذلك، ترامب كغيره من رؤساء أميركا السابقين الذين يبدأون بالأهداف المضمونة لكي يحققوا أهدافهم، ترامب لن يحارب قبل انتخابات الولاية الثانية التي يسعى إلى الفوز بها.
ما نراه على الأرض الآن هو أن إيران هي التي تتحرش بالولايات المتحدة في الخليج، ومع ذلك لا يصدر عن ترامب سوى الكلام، ويبدو أن إيران نفسها على يقين بأن ترامب لن يفعلها ويتضح ذلك من خلال ردود أفعالها وتصريحات مسؤوليها تجاه ما يصدر عن ترامب من تهديدات، ويبدو أن السيناريو الخاص بكوريا الشمالية سيعاد حرفيا مع إيران، حيث حبس العالم أنفاسه انتظارا للحرب والدمار، ثم انتهى الأمر بمفاوضات بين الطرفين!!.