سوالف

كم مواطنا راح ضحية للإهمال الطبي؟

| أسامة الماجد

هل‭ ‬سيأتي‭ ‬علينا‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬نقول‭ ‬فيه‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭ ‬“إن‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي”‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬فقد‭ ‬مصداقيته‭ ‬ويتعرض‭ ‬للسكونية‭ ‬والموت‭ ‬بسبب‭ ‬تكرار‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬والإهمال‭ ‬والقصور‭ ‬وتذبذب‭ ‬قانون‭ ‬المساءلة،‭ ‬فالأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وآخر‭ ‬قصة‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬لها‭ ‬عملية‭ ‬لإزالة‭ ‬الرحم‭ ‬بمستشفى‭ ‬السلمانية،‭ ‬لكن‭ ‬نتيجة‭ ‬للإهمال‭ ‬وصلت‭ ‬حالتها‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬السريري‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬أهل‭ ‬المريضة‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭.‬

كم‭ ‬مواطنا‭ ‬راح‭ ‬ضحية‭ ‬للإهمال‭ ‬الطبي‭ ‬والأخطاء‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬رادعا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬وتنم‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والإهمال‭ ‬والتغاضي‭ ‬والتستر،‭ ‬وبودنا‭ ‬لو‭ ‬تطلعنا‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬على‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الرسمية‭ ‬لعدد‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬فقط‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬بحق‭ ‬المقصرين،‭ ‬بدل‭ ‬أسلوب‭ ‬التستر‭ ‬وتكرار‭ ‬موقف‭ ‬البطل‭ ‬المكتمل‭ ‬“تشكيل‭ ‬لجنة”‭ ‬والتعاطي‭ ‬السلبي‭ ‬مع‭ ‬القضية،‭ ‬نريد‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الجادة‭ ‬والأساسية‭ ‬وتوحيد‭ ‬أسلوب‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة‭ ‬وإبعاد‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مركزه‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬أخطاء‭ ‬طبية‭ ‬وتهديد‭ ‬حياة‭ ‬المرضى‭.‬

الحكومة‭ ‬لا‭ ‬تألو‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والتحسين‭ ‬والعمل‭ ‬بفعالية‭ ‬وفق‭ ‬مستوى‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬الجودة‭ ‬وتقديم‭ ‬أرقى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬وتأهيل‭ ‬وتطوير‭ ‬الكوادر،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬أغلال‭ ‬الجهل‭ ‬والإهمال‭ ‬وانعدام‭ ‬الذمة‭ ‬والضمير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬السير‭ ‬عكس‭ ‬توجهات‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬المقصرين‭ ‬أصحاب‭ ‬الرؤية‭ ‬العقيمة‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬استئمانهم‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬نود‭ ‬طرحه‭ ‬هو‭... ‬ما‭ ‬دور‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬وتسجيل‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وهل‭ ‬تقوم‭ ‬بتلقي‭ ‬الشكاوى‭ ‬ومتابعتها‭ ‬وإنصاف‭ ‬المتضررين‭ ‬وتعريفهم‭ ‬بالحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬والتشريعات،‭ ‬أم‭ ‬قضايا‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬نطاق‭ ‬عملها،‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أخلاقيا‭ ‬ومهنيا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجمعية‭ ‬أول‭ ‬المهتمين‭.‬

الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬الخاصة،‭ ‬لكن‭ ‬قلة‭ ‬يعرفون‭ ‬حقوقهم‭ ‬القانونية،‭ ‬وربما‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الإشكالية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭.‬