فجر جديد

صناعة القادة بـ “الجهاز الحكومي”

| إبراهيم النهام

اللقاء‭ ‬الموسع‭ ‬الذي‭ ‬تنفرد‭ ‬به‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬بعددها‭ ‬الصادر‭ ‬اليوم،‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬سعادة‭ ‬الشيخ‭ ‬نواف‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬يحمل‭ ‬بين‭ ‬سطوره‭ ‬دلالات‭ ‬تتخطى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خدمات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬كيف‭ ‬هي‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬تتجه؟‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

فالشيخ‭ ‬نواف،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬متجاوبا‭ ‬مع‭ ‬أسئلتي‭ ‬المتعددة،‭ ‬لفترة‭ ‬تجاوزت‭ ‬الساعات‭ ‬الثلاث‭ ‬بوضوح‭ ‬وشفافية‭ ‬توجز‭ ‬مقومات‭ ‬القائد‭ ‬الحكومي‭ ‬الناجح،‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬بثبات‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬صلبة‭ ‬من‭ ‬النجاح،‭ ‬والتطوير،‭ ‬والإنجاز،‭ ‬يشاركه‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬موظفي‭ ‬الهيئة‭.‬

ولأن‭ ‬رأس‭ ‬الهرم‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬كذلك،‭ ‬ولأن‭ ‬أبواب‭ ‬مكتبه‭ ‬مفتوحة‭ ‬لجميع‭ ‬الموظفين،‭ ‬ولأنه‭ ‬ينزل‭ ‬بنفسه‭ ‬لمواقع‭ ‬التشغيل،‭ ‬ويتابع‭ ‬تقارير‭ ‬العمل‭ ‬والشكاوى‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الاهتمام،‭ ‬أضحت‭ ‬الأمور‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬خير‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مخرجات‭ ‬العمل‭ ‬ونتائجها،‭ ‬ووصولا‭ ‬لرضا‭ ‬المستهلك‭ ‬نفسه‭.‬

واستوقفني‭ ‬بسياق‭ ‬حديثه‭ ‬سعادته،‭ ‬تأكيده‭ ‬المتكرر‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية،‭ ‬كنهج‭ ‬أساسي‭ ‬لنجاح‭ ‬وتطور‭ ‬عمل‭ ‬الهيئة،‭ ‬يوازيها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وبأن‭ ‬المعدات‭ ‬والآلات‭ ‬قابلة‭ ‬للتغيير‭ ‬والاستغناء،‭ ‬بخلاف‭ ‬البشر‭.‬

واستوقفني‭ ‬ايضا‭ ‬وجود‭ ‬شاشة‭ ‬إلكترونية‭ ‬مثبته‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬مكتبه،‭ ‬تحدد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬استهلاك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬علق‭ ‬مبتسما‭ (‬عيني‭ ‬لا‭ ‬تفارقها‭ ‬لحظة‭).‬

هذا‭ ‬الفكر‭ ‬المُتحضر،‭ ‬والمتطور،‭ ‬هو‭ ‬خلاصة‭ ‬صناعة‭ ‬القائد‭ ‬الحكومي‭ ‬القوي،‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬خلال‭ (‬سويعات‭) ‬العمل‭ ‬وخارجها،‭ ‬بأن‭ ‬ينال‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه،‭ ‬فشكرا‭ ‬لسعادته،‭ ‬وشكرا‭ ‬لأبطال‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬والذين‭ ‬يقدمون‭ ‬بإخلاصهم‭ ‬لنا‭ ‬الراحة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والطمأنينة‭.‬