استراتيجية بمستوى التغيير في إيران (2)

| نزار جاف

اليوم‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬مستعدا‭ ‬لكي‭ ‬يبقى‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬القرووسطائي‭ ‬إلى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر،‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬جيدا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جمهورية‭ ‬الخميني‭ ‬وبعد‭ ‬4‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬حكمها‭ ‬صارت‭ ‬تهدد‭ ‬علنا‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بميليشيات‭ ‬عميلة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجاورة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬فقد‭ ‬الشرعية‭ ‬ويجب‭ ‬عدم‭ ‬إمداده‭ ‬بأسباب‭ ‬البقاء‭ ‬والاستمرار،‭ ‬وأكذوبة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬سقوطه‭ ‬وانهياره‭ ‬سيحول‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬أخرى،‭ ‬مسعى‭ ‬مفضوح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬تردد‭ ‬وتوجس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬هدفها‭ ‬التغطية‭ ‬والتمويه‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنصل‭ ‬مصوبة‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬جمهورية‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه؛‭ ‬النصل‭ ‬الأول‭ ‬شعب‭ ‬محتقن‭ ‬يغلي‭ ‬كبركان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬ينفجر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة،‭ ‬والنصل‭ ‬الثاني؛‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المتواصلة‭ ‬ضده‭ ‬ونشاطات‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬ومجالس‭ ‬المقاومة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدور‭ ‬والحضور‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬لمنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬إيران،‭ ‬أما‭ ‬النصل‭ ‬الثالث؛‭ ‬فهو‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تأثيراتها‭ ‬تتزايد‭ ‬وتبرز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭. ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نهمس‭ ‬في‭ ‬أذن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية،‭ ‬هل‭ ‬أن‭ ‬معارضة‭ ‬بمستوى‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتواصل‭ ‬صراعها‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه،‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬الالتفات‭ ‬إليها‭ ‬ومنحها‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬منحت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬بوش‭ ‬دورا‭ ‬لشخصيات‭ ‬وأحزاب‭ ‬وجماعات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬مجاورة‭ ‬لإيران‭ ‬ليعملوا‭ ‬مع‭ ‬اللصوص‭ ‬والعملاء‭!‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬النظام‭ ‬الحالي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بقاءه‭ ‬سيكون‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬كما‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭ ‬“وكأنك‭ ‬يا‭ ‬بوزيد‭ ‬ما‭ ‬غزيت”،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬مؤثرة‭ ‬بمستوى‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬مهم‭ ‬وحساس‭ ‬كإيران،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬انتظار‭ ‬أية‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬ومثمرة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬وهكذا‭ ‬استراتيجية‭ - ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬العقوبات‭ ‬والتواجد‭ ‬العسكري‭ ‬الأميركي‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فعالة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إدخال‭ ‬العنصر‭ ‬الإيراني‭ ‬فيها،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬معارضة‭ ‬كمجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬لها‭ ‬تواجد‭ ‬داخلي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بوسع‭ ‬أحد‭ ‬إنكاره‭ ‬كما‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬وحضور‭ ‬خارجي‭ ‬مشهود،‭ ‬جديرة‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬وهي‭ ‬جديرة‭ ‬به‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬سبب‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬سبب‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إشراك‭ ‬المنظمة‭ ‬“المشهورة‭ ‬بشعارها‭ ‬المركزي‭ ‬المطالب‭ ‬بإسقاط‭ ‬النظام”‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬رسالة‭ ‬مطمئنة‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بخصوص‭ ‬جدية‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير،‭ ‬وهكذا‭ ‬رسالة‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬حتما‭ ‬إجابة‭ ‬قوية‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭. ‬“إيلاف”‭.‬