ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... فضائيات الذل والخيانة

| د. طارق آل شيخان الشمري

الشعوبيون‭ ‬الجدد‭ ‬ملالي‭ ‬إيران‭ ‬وأعضاء‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بحزب‭ ‬العدالة‭ ‬والإخوان،‭ ‬لديهم‭ ‬حقد‭ ‬دفين‭ ‬وعداء‭ ‬كبير‭ ‬للعرب‭ ‬المسلمين‭ ‬يفوق‭ ‬عداءهم‭ ‬لليهود،‭ ‬وسبب‭ ‬هذا‭ ‬الحقد‭ ‬والعداء‭ ‬شعور‭ ‬القوميتين‭ ‬بالنقص‭ ‬العرقي‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬فالفرس‭ ‬أبادهم‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬وأنهوا‭ ‬للأبد‭ ‬الهوية‭ ‬والعرق‭ ‬الفارسي‭ ‬المجوسي،‭ ‬والطورانيون‭ ‬كانوا‭ ‬قبائل‭ ‬وثنية‭ ‬قوقازية،‭ ‬قام‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬بنشر‭ ‬الإسلام‭ ‬بينهم‭ ‬لكي‭ ‬يكونوا‭ ‬قبائل‭ ‬متحضرة،‭ ‬لهذا‭ ‬فإنهم‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يعترفوا‭ ‬بهذا‭ ‬الجميل،‭ ‬قاموا‭ ‬باحتلال‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحج‭ ‬سلاطينهم‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬من‭ ‬الأساس‭.‬

هذا‭ ‬كله‭ ‬نعرفه‭ ‬وندركه،‭ ‬ونعرف‭ ‬أن‭ ‬قنواتهم‭ ‬الشعوبية‭ ‬الناطقة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التطبيل‭ ‬لهم،‭ ‬وتمجد‭ ‬بهبل‭ ‬طهران‭ ‬والمنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نفهمه،‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬قنوات‭ ‬عربية‭ ‬تتبع‭ ‬دولا‭ ‬وجهات‭ ‬عربية‭ ‬تطبل‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد،‭ ‬بدرجة‭ ‬قد‭ ‬تفوق‭ ‬تطبيلها‭ ‬لدولها‭ ‬وجهاتها‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬وتمولها‭. ‬

لهذا،‭ ‬فقد‭ ‬صنفنا‭ ‬نحن‭ ‬بمجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬الدولية‭ (‬كارنتر‭) ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬العربية،‭ ‬بسبب‭ ‬قيامها‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والديني‭ ‬لمختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬وتسعى‭ ‬للفرقة‭ ‬والوقيعة‭ ‬بين‭ ‬شعب‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬وأخرى‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والإعلام،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تسويقها‭ ‬وتطبيلها‭ ‬للهوية‭ ‬الشعوبية‭ ‬الإيرانية‭ ‬والطورانية‭ ‬مقابل‭ ‬إضعافها‭ ‬الروح‭ ‬والهوية‭ ‬العربية‭.‬

‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تابع‭ (‬كارنتر‭) ‬ما‭ ‬بثته‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬وحملات‭ ‬إعلامية‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬وقناة‭ ‬المنار‭ ‬وقناة‭ ‬المسيرة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬العربي‭ ‬وقناة‭ ‬الميادين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قرره‭ ‬مستشارو‭ (‬كارنتر‭) ‬الإعلاميون‭ ‬بخصوص‭ ‬ما‭ ‬بثته‭ ‬هذه‭ ‬القنوات،‭ ‬تم‭ ‬تصنيف‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬السوداء‭ ‬لعام‭ ‬2019‭ ‬كأسوأ‭ ‬القنوات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬العربي‭ ‬وتسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬سياسات‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمولها‭ ‬بطريقة‭ ‬ممنهجة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الكذب‭ ‬وعدم‭ ‬ذكر‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة،‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الاسترزاق‭ ‬الإعلامي،‭ ‬والطعن‭ ‬والتشكيك‭ ‬بوحدة‭ ‬وهوية‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬مقابل‭ ‬تمجيد‭ ‬زائف‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إيران،‭ ‬وتسعى‭ ‬بطريق‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لشرعنة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإيراني‭ ‬والتدخلات‭ ‬الطورانية‭ ‬بالبلاد‭ ‬العربية،‭ ‬وتزرع‭ ‬الضعف‭ ‬والهوان‭ ‬بنفوس‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬وتقوم‭ ‬بالتسفيه‭ ‬والتصغير‭ ‬لأية‭ ‬محاولات‭ ‬وجهود‭ ‬عربية‭ ‬للتوحد‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ما‭ ‬تسميه‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬بالرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭ ‬وحرية‭ ‬الإعلام‭.‬

على‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬القنوات‭ ‬ومواجهتها‭ ‬وكشف‭ ‬مخططاتها‭ ‬الإعلامية‭ ‬الهادفة‭ ‬للتبشير‭ ‬بالاحتلال‭ ‬الإيراني‭ ‬الطوراني‭ ‬للمجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬والقائمة‭ ‬ستضم‭ ‬قنوات‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬لاحقا‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬