صور مختصرة

“أهنيتاه وهنيتاك”

| عبدالعزيز الجودر

من‭ ‬المفردات‭ ‬العامية‭ ‬“العتيجة”‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتداول‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بين‭ ‬الجدات‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يقصد‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬فلا‭ ‬تكاد‭ ‬تمر‭ ‬علينا‭ ‬فترة‭ ‬إلا‭ ‬وتخرج‭ ‬علينا‭ ‬إشكالية‭ ‬“أهنيتاه‭ ‬وهنيتاك”،‭ ‬وتأخذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬بعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬لها‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يبح‭ ‬صوت‭ ‬المواطن‭ ‬“ويتمردغ”‭ ‬منها‭ ‬وينفذ‭ ‬صبره‭ ‬وجهده‭ ‬يتحرك‭ ‬المسؤولون‭ ‬المعنيون‭ ‬للتصدي‭ ‬لها‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬أمامنا‭ ‬قضية‭ ‬قديمة‭ ‬جديدة‭ ‬تهم‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬بحرينية‭ ‬مباشرة‭ ‬وتئن‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وإلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬ولم‭ ‬نر‭ ‬حلا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية،‭ ‬فما‭ ‬تشهده‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ارتفاعات‭ ‬جنونية‭ ‬وخيالية‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬واحتكار‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬وما‭ ‬يسببه‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الصعب‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬العبء‭ ‬المادي‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬و”التشحطط”‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬تلك‭ ‬المكاتب‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬عن‭ ‬عاملة‭ ‬أو‭ ‬عامل‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نحن‭ ‬مع‭ ‬حقوق‭ ‬المكاتب‭ ‬المشروعة‭ ‬وأيضا‭ ‬مع‭ ‬حقوق‭ ‬العاملات‭ ‬ولا‭ ‬نقبل‭ ‬إلا‭ ‬نيل‭ ‬كامل‭ ‬الحقوق‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬حزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬المؤلمة‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬يوميا‭ ‬ويعاني‭ ‬منها‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تعاملاتهم‭ ‬الدائمة‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬التي‭ ‬تدار‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد‭ ‬بواسطة‭ ‬موظفين‭ ‬أجانب‭ ‬يتصرفون‭ ‬“على‭ ‬كيفهم”‭ ‬ووفق‭ ‬مصلحتهم‭ ‬وبهذا‭ ‬يدخل‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬“دعثور‭ ‬ما‭ ‬يثور”‭.‬

وبحسب‭ ‬المنظور‭ ‬القريب‭ ‬ولربما‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الحل،‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬القيام‭ ‬بتحديد‭ ‬المقدار‭ ‬المعقول‭ ‬من‭ ‬العمولة‭ ‬التي‭ ‬تأخذها‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬من‭ ‬المتعاملين‭ ‬معها،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬تحديد‭ ‬رواتب‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬ضمانا‭ ‬وحماية‭ ‬للمواطن‭ ‬والعامل‭ ‬معا‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬التلاعب‭ ‬بالأسعار‭ ‬والرواتب‭ ‬والتقيد‭ ‬بها‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لإصدار‭ ‬رخص‭ ‬جديدة‭ ‬لزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬الساحة‭ ‬مفتوحة‭ ‬للتنافس‭ ‬بين‭ ‬المكاتب‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأفضل‭ ‬والأنسب‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭. ‬فوق‭ ‬ذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬عمالة‭ ‬منزلية‭ ‬جديدة‭ ‬ورخيصة‭ ‬غير‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬دخولها‭ ‬البحرين‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمنظور‭ ‬البعيد‭ ‬فينبغي‭ ‬التفكير‭ ‬الجدي‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬بإنشاء‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وذلك‭ ‬بتأسيس‭ ‬شركة‭ ‬لاستقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬حكومي‭ ‬مباشر‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬