فجر جديد

أبي ظُلم.. ولأجل غيره “لن نصمت”

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬أسابيع،‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬تقريرا‭ ‬موسعا‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬مريض‭ ‬بحريني‭ ‬يدعى‭ (‬سيد‭ ‬مصطفى‭ ‬سيد‭ ‬علي‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬المذكور‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضه‭ ‬لالتهاب‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬الصدر‭ ‬ولارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬علما‭ ‬بأنه‭ ‬مريض‭ ‬بالقلب،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أجرى‭ ‬عملية‭ ‬قسطرة‭.‬

وتقول‭ ‬ابنته‭ ‬رملة،‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬تلقيته‭ ‬منها‭ ‬أمس،‭ ‬إنه‭ ‬وبعد‭ ‬دخول‭ ‬والدها‭ ‬المستشفى،‭ ‬تقاذفه‭ ‬الأطباء‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬بشكل‭ ‬مقزز،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬يلقي‭ ‬بمسؤولية‭ ‬علاجه‭ ‬للآخر،‭ ‬متعذرا‭ ‬بعدم‭ ‬التخصص،‭ ‬وهو‭ ‬بحالة‭ ‬صحية‭ ‬سيئة‭ ‬جدا‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ظل‭ ‬كذلك،‭ ‬حتى‭ ‬قرر‭ ‬طبيب‭ ‬الطوارئ‭ ‬إحالته‭ ‬لقسم‭ ‬الباطنية،‭ ‬وليس‭ (‬القلب‭)‬،‭ ‬وتم‭ ‬ترقيده‭ ‬بالجناح‭ (‬56‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬الفجر‭ ‬تلقى‭ ‬ذووه‭ ‬اتصالا‭ ‬عن‭ ‬تعرضه‭ ‬لسكته‭ ‬قلبية،‭ ‬توقف‭ ‬القلب‭ ‬على‭ ‬إثرها‭.‬

‭ ‬وتكمل‭ ‬رملة‭: ‬بعد‭ ‬إنعاش‭ ‬مركز‭ ‬وصعب‭ ‬للقلب‭ ‬استمر‭ ‬لمدة‭ ‬ربع‭ ‬ساعة،‭ ‬عادة‭ ‬للنبض‭ ‬مجددا،‭ ‬وتم‭ ‬وضع‭ ‬جهاز‭ ‬التنفس‭ ‬على‭ ‬والدي،‭ ‬وتغذيته‭ ‬بأدوية‭ ‬القلب،‭ ‬وتبين‭ ‬من‭ ‬الفحوصات‭ ‬بعدها‭ ‬تعرضه‭ ‬بالجناح‭ ‬لسكتة‭ ‬قلبية‭ ‬حادة،‭ ‬سببها‭ (‬جلطة‭). ‬

وتتابع‭: ‬بعدها‭ ‬نُقل‭ ‬والدي‭ ‬بصعوبة‭ ‬ومعاناة‭ ‬لقسم‭ ‬العناية‭ ‬القصوى،‭ ‬بعد‭ ‬تدخل‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬ومسؤولي‭ ‬إدارة‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية،‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬متأخر،‭ ‬بعدها‭ ‬بخمسة‭ ‬أيام‭ ‬أيام‭ ‬نُقل‭ ‬من‭ ‬العناية‭ ‬القصوى‭ ‬إلى‭ ‬جناح‭ (‬51‭) ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخبرنا‭ ‬أحد‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬متعذرين‭ ‬بأن‭ ‬حالته‭ ‬ميؤوس‭ ‬منها،‭ ‬وبأنه‭ ‬“لا‭ ‬يستجيب‭ ‬للعلاج”‭.‬

وتضيف‭ ‬رملة‭: ‬وهناك‭ ‬حدثت‭ ‬له‭ ‬مضاعفات‭ ‬في‭ ‬المعدة‭ ‬ونزيف‭ ‬بها،‭ ‬وتوقفت‭ ‬الكليتين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬توفى،‭ ‬وكانت‭ ‬ليلة‭ ‬العيد،‭ ‬ولقد‭ ‬طالبت‭ ‬أنا‭ ‬والعائلة‭ ‬بعمل‭ ‬تحقيق‭ ‬مستقل‭ ‬وشفاف،‭ ‬وقدمت‭ ‬طلبا‭ ‬رسميا‭ ‬بذلك‭ ‬لـ‭ ‬“نهرا”،‭ ‬وقالوا‭ ‬لي‭: ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬لسنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين،‭ ‬للنظر‭ ‬بذلك،‭ ‬وإن‭ ‬هناك‭ ‬منهم‭ ‬قبلي،‭ ‬والأمر‭ ‬يسير‭ ‬وفق‭ ‬الأقدمية،‭ ‬مزيدة‭ ‬“قالوا‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬شكاوى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬بها‭ ‬بعد”‭.‬

خلاصة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬التحقيق‭ ‬الذي‭ ‬تريده‭ ‬رملة‭ ‬وتدعو‭ ‬له،‭ ‬ليس‭ ‬لأبيها؛‭ ‬لأنه‭ ‬وكما‭ ‬قالت‭ (‬راح‭) ‬ولن‭ ‬يرجع،‭ ‬لكنه‭ ‬لأجل‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬ممن‭ ‬تهدد‭ ‬حياتهم‭ ‬لأسباب‭ ‬شبيهه،‭ ‬يكون‭ ‬الإهمال‭ ‬والتقصير‭ ‬طرفا‭ ‬أصيلا‭ ‬بها،‭ ‬رسالة‭ ‬نرفعها‭ ‬لوزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬ولكل‭ ‬مسؤول‭ ‬بهذا‭ ‬البلد،‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬تقتل‭ ‬الناس،‭ ‬فانظروا‭ ‬إليها‭.‬