غياب ثقافة الوقاية وراء انتشار حوادث الصيف

| أحمد عمران

بدأت‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬تتصاعد،‭ ‬وبدأنا‭ ‬نحس‭ ‬بشكلٍ‭ ‬فعلي‭ ‬بدخول‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬الحارق‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يصفه‭ ‬البعض‭ ‬بفصل‭ ‬المتاعب؛‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تحدق‭ ‬والتي‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭ ‬حوادث‭ ‬كثيرة،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬ترتفع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬الأربعينيات‭ ‬إلا‭ ‬ويصاحبها‭ ‬تزايد‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬الحوادث‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬وأبرز‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬ضربات‭ ‬الشمس‭ ‬ونمو‭ ‬وانتشار‭ ‬البكتيريا‭ ‬والميكروبات‭ ‬المسببة‭ ‬للأمراض،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجو‭ ‬الحار‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬يسرع‭ ‬من‭ ‬تلف‭ ‬المأكولات‭ ‬والمشروبات‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬الجلدية‭ ‬التي‭ ‬يزداد‭ ‬نشاطها‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحرارة‭. ‬كما‭ ‬تساهم‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرائق‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬أو‭ ‬المباني‭ ‬المختلفة،‭ ‬وكذلك‭ ‬المركبات،‭ ‬وتتسبب‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬بسبب‭ ‬الضغط‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الأحمال‭ ‬الكهربائية‭ ‬نتيجة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الزائد‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬تتكرر‭ ‬سنويا‭ ‬مع‭ ‬اشتداد‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬ولربما‭ ‬هي‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الازدياد‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نواجه‭ ‬تلك‭ ‬الأخطار‭ ‬بإشاعة‭ ‬ثقافة‭ ‬التوعية‭ ‬الوقائية‭ ‬التي‭ ‬تجنب‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخاطئة‭ ‬وتبعدهم‭ ‬عن‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تستنزف‭ ‬الأرواح‭ ‬والأموال،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬فإن‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬معدومة‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفاقم‭ ‬المشاكل‭ ‬ويرفع‭ ‬نسب‭ ‬الحوادث‭ ‬الخطيرة،‭ ‬وهنا‭ ‬نتساءل‭ ‬أين‭ ‬هي‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬للجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬كهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬والإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬وإدارة‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية؟‭ ‬هل‭ ‬غابت‭ ‬الخطط‭ ‬الوقائية‭ ‬لمواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة؟‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬خطط‭ ‬مسبقة‭ ‬فلم‭ ‬لا‭ ‬تبرز‭ ‬للإعلام‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬موجودة؟‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬برنامج‭ ‬توعوي‭ ‬مشترك‭ ‬يضم‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬الرسمية‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬سكان‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬والوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‭.‬