سوالف

الدول العربية أمام تحد حقيقي وامتحان

| أسامة الماجد

لقد‭ ‬علمتنا‭ ‬كل‭ ‬صور‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬تملك‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬التجدد‭ ‬والفعالية،‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬أعطت‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬صفة‭ ‬الأصالة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬بها‭ ‬تخطي‭ ‬الأزمات‭ ‬لتحولها‭ ‬إلى‭ ‬انتصارات،‭ ‬واليوم‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الجبهات‭ ‬وينبغي‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬البارزة،‭ ‬والسعي‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬العربي‭ ‬الشامل‭ ‬والتلاحم‭ ‬والتضامن‭ ‬بالمعنى‭ ‬الواسع‭ ‬للكلمة‭.‬

انظروا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أوطاننا‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬والأخطار‭ ‬الرهيبة‭ ‬والخطط‭ ‬والممارسات‭ ‬العدوانية‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جهة،‭ ‬تمعنوا‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬تعويق‭ ‬مسيرة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واستنزاف‭ ‬قدراتها‭ ‬وحركة‭ ‬تقدمها،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬واضح‭ ‬ويسير‭ ‬بخطة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬المؤامرات‭ ‬وهناك‭ ‬جهات‭ ‬دولية‭ ‬تساهم‭ ‬مساهمة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬توتر‭ ‬الأوضاع‭ ‬وتطويق‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭. ‬

منذ‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬وكل‭ ‬الخلفيات‭ ‬تدفع‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬وجوده،‭ ‬فثمة‭ ‬مهمات‭ ‬مكشوفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والفتن‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬والباب‭ ‬سيظل‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬الأخطار‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكون‭ ‬عندنا‭ ‬“الوعي”‭ ‬واستيعاب‭ ‬الدرس‭ ‬وفهم‭ ‬المنهج‭ ‬الذي‭ ‬نسير‭ ‬عليه‭ ‬ونطبقه،‭ ‬فالوضع‭ ‬القائم‭ ‬مخيف‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬والتيه‭ ‬والضياع‭ ‬والمسرح‭ ‬العربي‭ ‬مليء‭ ‬بالأحداث‭ ‬وصور‭ ‬المباغتة‭.‬

لنعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬دولية‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬رايات‭ ‬التقدم‭ ‬والانسجام‭ ‬السياسي‭ ‬والفكري‭ ‬الرائع،‭ ‬وتسعى‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬لزرع‭ ‬التجزئة‭ ‬والتفرقة‭ ‬وحفر‭ ‬“الحفر”‭ ‬وإفساد‭ ‬الهواء‭ ‬النقي‭ ‬وهدم‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأصالة‭ ‬والصدق،‭ ‬وهذا‭ ‬يجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬حقيقي‭ ‬وامتحان،‭ ‬والسقطة‭ ‬فيه‭ ‬تعني‭ ‬العجز،‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وتحديد‭ ‬المصير‭ ‬وتطابق‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭.‬

علينا‭ ‬كعرب‭ ‬مراجعة‭ ‬جذرية‭ ‬ودقيقة‭ ‬للجهد‭ ‬الفكري‭ ‬المبذول،‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬منعطف‭ ‬مصيري‭ ‬وخطير،‭ ‬والموقف‭ ‬يتطلب‭ ‬إرادة‭ ‬ليست‭ ‬ككل‭ ‬الإرادات،‭ ‬بل‭ ‬إرادة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬فكر‭ ‬وتصور‭ ‬ورؤى‭ ‬بعيدة،‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬علميا،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موضوعيا‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬الواقع،‭ ‬وفي‭ ‬تحديه‭.‬