التبادل الثقافي يبني الروابط بين الأميركيين والبحرينيين

| جاستين سيبيريل

إن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قوية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬رؤيتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والازدهار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تشكل‭ ‬الركيزة‭ ‬للتنمية‭ ‬في‭ ‬بلدينا‭. ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬تجاوزت‭ ‬تجارتنا‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬البضائع‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬جديد‭ ‬ومثال‭ ‬ملموس‭ ‬لفوائد‭ ‬شراكتنا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬صلة‭ ‬بيننا‭ ‬هي‭ ‬الصداقة‭ ‬التي‭ ‬نتمتع‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية‭ ‬والمهنية‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬البحريني‭ ‬والأميركي‭. ‬إن‭ ‬إحدى‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬نعمل‭ ‬بها‭ ‬لتوسيع‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭. ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬يعزز‭ ‬التفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬ويظهر‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدمه‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭.‬

وعليه‭ ‬تنظم‭ ‬سفارة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬عشرات‭ ‬البرامج‭ ‬الثقافية‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬حيث‭ ‬تجلب‭ ‬الفنانين‭ ‬والمتحدثين‭ ‬وفرق‭ ‬الأداء‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬لعرض‭ ‬الجوانب‭ ‬الفريدة‭ ‬للثقافة‭ ‬الأميركية‭ - ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬مشاهدته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشات‭ ‬هوليوود‭ ‬والمجلات‭ ‬الترفيهية‭. ‬وعلى‭ ‬امتداد‭ ‬العلاقات‭ ‬الأميركية‭ ‬البحرينية،‭ ‬خلقت‭ ‬برامج‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والأكاديمي‭ ‬تفاهم‭ ‬مشترك‭ ‬وتقدير‭ ‬متبادل‭. ‬إن‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعزى‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ (‬BACA‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬نقدر‭ ‬عاليا‭ ‬شراكتها‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬26‭ ‬إلى‭ ‬28‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري‭ ‬ستبدأ‭ ‬فعالية‭ ‬ثقافية‭ ‬ممتعة‭ ‬للغاية،‭ ‬حيث‭ ‬ستصل‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬مجموعة‭ ‬Step Afrika‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الصيف‭ ‬التابع‭ ‬لهيئة‭ ‬الثقافة‭. ‬هذه‭ ‬الفرقة‭ ‬الراقصة‭ ‬الموهوبة‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬أساليب‭ ‬الرقص‭ ‬الإيقاعي‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬تاريخيا‭ ‬النوادي‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للأميركيين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬الرقص‭ ‬الإفريقي‭ ‬التقليدي‭ ‬بينما‭ ‬تدمج‭ ‬الموسيقى‭ ‬ورواية‭ ‬القصص‭ ‬ومشاركة‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭. ‬وتقدم‭ ‬هذه‭ ‬الفرقة‭ ‬الراقصة‭ ‬تجربة‭ ‬أميركية‭ ‬فريدة‭ ‬تجعلنا‭ ‬متحمسون‭ ‬لمشاركتها‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭.‬

وفي‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل‭ ‬سنرحب‭ ‬بعودة‭ ‬مسرح‭ ‬ميسولا‭ ‬للأطفال‭ ‬إلى‭ ‬البحرين؛‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬صيف‭ ‬البحرين‭ ‬وذلك‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭. ‬ستقوم‭ ‬المجموعة‭ ‬المسرحية‭ ‬بإحضار‭ ‬القصة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬“رابونزيل”‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬ستسعد‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار‭. ‬وبدعم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة،‭ ‬سُتتاح‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فرصة‭ ‬التألق‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬الخيالية‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ويحبونها‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يتوق‭ ‬الأميركيون‭ ‬لمعرفة‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينية‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬لدى‭ ‬زملائنا‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأميركية‭ ‬واشنطون‭ ‬تقويم‭ ‬نشط‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬عروض‭ ‬ثقافية‭ ‬موجهة‭ ‬للجمهور‭ ‬الأميركي‭. ‬فخلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الماضي،‭ ‬استضافت‭ ‬السفارة‭ ‬مأدبة‭ ‬إفطار‭ ‬تخللتها‭ ‬ندوة‭ ‬حول‭ ‬حوار‭ ‬وتقارب‭ ‬الأديان،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬للأميركيين‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬البحرين‭ ‬الغنية‭ ‬والحيوية‭.‬

إن‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬يبين‭ ‬للمشاركين‭ ‬والمتفرجين‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يعتمد‭ ‬نجاح‭ ‬العلاقات‭ ‬والشراكات‭ ‬بشكل‭ ‬أساس‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يدخلون‭ ‬فيها‭. ‬في‭ ‬حال‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والبحرين،‭ ‬يتبنى‭ ‬الشعبين‭ ‬هذه‭ ‬الفرص؛‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تعزيز‭ ‬صداقتنا‭ ‬الطويلة‭ ‬الأمد‭. ‬إننا‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استكشاف‭ ‬فرص‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭.‬