رؤيا مغايرة

المدارس الخاصة... مناشدات لوقف زيادة الرسوم

| فاتن حمزة

وصلتني‭ ‬عدة‭ ‬مناشدات‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬لوقف‭ ‬زيادة‭ ‬الرسوم‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬عليها‭ ‬مؤخراً،‭ ‬الأهالي‭ ‬يطالبون‭ ‬بالتخفيف‭ ‬عن‭ ‬كاهلهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬المادية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الجميع‭ ‬ووسط‭ ‬الالتزامات‭ ‬الثقيلة،‭ ‬متمنين‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬مناشداتهم‭ ‬باهتمام‭ ‬ورعاية‭ ‬المسؤولين‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجزوا‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬والمدارس‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭.‬

أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يشكون‭ ‬عدم‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬الضغوط‭ ‬المادية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ميزانياتهم،‭ ‬تحملوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المدارس‭ ‬المادية‭ ‬وجشعها‭ ‬وعدم‭ ‬التزامها‭ ‬بالمعايير‭ ‬التي‭ ‬يدفعون‭ ‬الآلاف‭ ‬نظير‭ ‬التمتع‭ ‬بها،‭ ‬فهل‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستغلال‭ ‬دون‭ ‬رادع‭ ‬أو‭ ‬محاسبة؟‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحل‭ ‬تكرار‭ ‬عبارة‭ ‬“موعاجبكم‭ ‬نقلوا‭ ‬عيالكم‭)‬؟‭! ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬الردود‭ ‬تربوية‭ ‬وتعليمية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إنسانية؟‭!‬

الزيادة‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬المقبل‭ (‬2019‭ - ‬2020‭) ‬تراوحت‭ ‬بين‭ (‬10‭ - ‬15‭  %) ‬رسوم‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬تعليمية‭ ‬أو‭ ‬تربوية،‭ ‬هناك‭ ‬تدن‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الأكاديمي‭ ‬لبعض‭ ‬المعلمين‭ ‬غير‭ ‬المؤهلين‭ ‬والإدارة‭ ‬غير‭ ‬المتعاونة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كثرة‭ ‬الطلبات‭ ‬المستمرة‭ ‬والتكاليف‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬والمساومات‭ ‬الفجة‭ ‬على‭ ‬الدرجات‭ ‬والصرف‭ ‬الباذخ‭ ‬على‭ ‬الحفلات‭ ‬والمسرحيات‭ ‬والأنشطة‭ ‬والتبرعات‭ ‬الإجبارية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬مصيرها‭ ‬وأين‭ ‬تذهب‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المدارس‭!‬

أهداف‭ ‬تجارية‭ ‬ربحية‭ ‬بحتة‭ ‬لبعض‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبكل‭ ‬أسف‭ ‬مجالس‭ ‬إدارات‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬احتمت‭ ‬بموافقة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬مجالس‭ ‬الآباء‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الرسوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‭ ‬5‭ % ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬والمفاجأة‭ ‬أن‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬شيئاً‭ ‬عن‭ ‬مجالس‭ ‬الآباء‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬موافقاتهم‭ ‬واجتماعاتهم‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬المجلس‭ ‬وأعضاءه‭! ‬

 

الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬متأنية‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬التهافت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المدارس،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يكابدون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬قوتهم‭ ‬وقوت‭ ‬من‭ ‬يعيلون،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدراسة‭ ‬تتسم‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬السرية‭ ‬والمصداقية‭ ‬مع‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لدوافعهم‭ ‬وتجشمهم‭ ‬مشقة‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭.‬