سوالف

أدب الطفل في الخليج يسير إلى الإفلاس

| أسامة الماجد

خلال‭ ‬تواجدي‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬لثقافة‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬أقامته‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬“لاهاي”‭ ‬بهولندا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬أثار‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬تعارف‭ ‬موضوعا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬يتعلق‭ ‬بأدب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬سينتهي‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬الإفلاس،‭ ‬فالمتخصصون‭ ‬يعدون‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬وعملهم‭ ‬غير‭ ‬منظم،‭ ‬وقال‭ ‬بما‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬الخليجي‭ ‬خارج‭ ‬اهتمام‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬إليه‭ ‬مجرد‭ ‬محاولات‭ ‬متواضعة‭.‬

في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬وأقولها‭ ‬كمتابع‭ ‬إن‭ ‬أدب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬يعاني‭ ‬أزمة‭ ‬وذلك‭ ‬لغياب‭ ‬الكاتب‭ ‬المتخصص‭ ‬“من‭ ‬يكتب‭ ‬أسماء‭ ‬قليلة‭ ‬فقط”،‭ ‬الذي‭ ‬تكونت‭ ‬لديه‭ ‬الخلفية‭ ‬الحياتية‭ ‬والثقافية‭ ‬المتعمقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ليتقن‭ ‬لغة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬بشكل‭ ‬مثمر،‭ ‬ويبقى‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬خاضعا‭ ‬لمزاجية‭ ‬الكاتب‭ ‬غير‭ ‬المتخصص‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬أو‭ ‬لمزاجية‭ ‬الناشر‭ ‬التاجر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهكذا‭ ‬يبقى‭ ‬ما‭ ‬يلقى‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬أدبا‭ ‬للأطفال‭ ‬حقا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬لغته‭ ‬المكتوب‭ ‬بها‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخاطب‭ ‬بها‭ ‬الأطفال،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬موضوعاته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لتثير‭ ‬اهتمامات‭ ‬الطفل‭ ‬وميوله‭ ‬وتنمي‭ ‬دوافعه‭ ‬الأولية‭ ‬والثانوية‭ ‬وتشبعها‭ ‬إشباعا‭ ‬طبيعيا،‭ ‬بحيث‭ ‬يعيش‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬نفسية‭ ‬وعقلية‭ ‬وجسدية‭ ‬ولا‭ ‬تتناسب‭ ‬إطلاقا‭ ‬مع‭ ‬سلم‭ ‬تطور‭ ‬عمره‭ ‬العقلي‭ ‬والزمني‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تخطيط‭ ‬منظم‭ ‬وواع‭ ‬لبناء‭ ‬مكتبة‭ ‬للطفل‭ ‬الخليجي‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬جهات‭ ‬رسمية،‭ ‬تعمل‭ ‬متعاونة‭ ‬وتبقى‭ ‬محاولات‭ ‬قليلة‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بالغرض‭ ‬المطلوب‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مبادرات‭ ‬فردية‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار،‭ ‬وبات‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬إدخال‭ ‬الأسلوب‭ ‬العلمي‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬المهم‭ ‬والحيوي‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬التأليف‭ ‬أو‭ ‬النشر‭ ‬أو‭ ‬التوزيع‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الكتب‭ ‬الصالحة‭ ‬لكل‭ ‬مرحلة‭ ‬زمنية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬ميدانية‭ ‬لتأثير‭ ‬ما‭ ‬يلقى‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬تخلقها‭ ‬في‭ ‬عقولهم‭ ‬ونفوسهم‭. ‬لا‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب،‭ ‬فهي‭ ‬كلها‭ ‬قصص‭ ‬مكررة‭ ‬وقديمة‭ ‬ورسوم‭ ‬حيوانات‭ ‬الغابة‭ ‬ولا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬العصر‭.‬