زبدة القول

حماية المجتمع من الإرهاب

| د. بثينة خليفة قاسم

سعدت‭ ‬جدا‭ ‬بإصدار‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بإصدار‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬‮٨‬‭ ‬لسنة‭ ‬‮٢٠١٩‬‭ ‬بشأن‭ ‬تعديل‭ ‬المادة‭ ‬‮١١‬‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬‮٥٨‬‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وسعدت‭ ‬بالصياغة‭ ‬المحكمة‭ ‬لهذه‭ ‬المادة‭ ‬التي‭ ‬تقطع‭ ‬الطريق‭ ‬تماما‭ ‬على‭ ‬مؤيدي‭ ‬الإرهاب‭ ‬وداعميه‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬فهذه‭ ‬المادة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬محاصرة‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬يتصل‭ ‬بالإرهاب‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وتوقف‭ ‬عمليات‭ ‬التحريض‭ ‬والمساندة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النشر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حيازة‭ ‬أية‭ ‬مواد‭ ‬ورقية‭ ‬أو‭ ‬إلكترونية‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مساندة‭ ‬الإرهاب‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬سعادتي‭ ‬أكثر‭ ‬بالتصدي‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭ ‬والتي‭ ‬استشعرت‭ ‬خطورتها‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬وطالبت‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬بالتصدي‭ ‬لها،‭ ‬وأقول‭ ‬مجددا‭ ‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬اليوم‭ ‬حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬الوسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أداة‭ ‬لها‭ ‬وتتبنى‭ ‬الشائعات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬عقول‭ ‬الشباب‭ ‬وتقوم‭ ‬بإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬غسيل‭ ‬مخ‭ ‬لهم‭ ‬وتطعن‭ ‬انتماءهم‭ ‬لأوطانهم،‭ ‬وتقوم‭ ‬بتشكيكهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬إنجاز‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬وتجرهم‭ ‬نحو‭ ‬اليأس‭ ‬وتميت‭ ‬روح‭ ‬الوطنية‭ ‬داخلهم‭ ‬وتحولهم‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬خام‭ ‬قابلة‭ ‬للتشكيل‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬وأهواء‭ ‬جهات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬خارجية‭. ‬

والبحرين‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬تدار‭ ‬في‭ ‬أنحائه‭ ‬حروب‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الشائعات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬ترويجها‭ ‬باحترافية‭ ‬وسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الميديا‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تخترق‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭ ‬ويكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لدى‭ ‬شعبها‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬ومن‭ ‬المقدرة‭ ‬على‭ ‬فرز‭ ‬الغث‭ ‬من‭ ‬الثمين‭.‬

سن‭ ‬القوانين‭ ‬وتجريم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يضر‭ ‬بأمن‭ ‬المجتمع‭ ‬بمفهومه‭ ‬الواسع‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬المجتمع‭ ‬بأسره‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬وتحصين‭ ‬الشباب‭ ‬ضد‭ ‬عمليات‭ ‬الغزو‭ ‬الإلكتروني‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تتصدى‭ ‬بحسم‭ ‬لكل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الضارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وتقوم‭ ‬بتقديم‭ ‬المتورطين‭ ‬فيها‭ ‬للمحاكمة‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬نحصن‭ ‬شبابنا‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المحظور‭. ‬وسعدت‭ ‬جدا‭ ‬عندما‭ ‬لاحظت‭ ‬أن‭ ‬فعاليات‭ ‬بحرينية‭ ‬بدأت‭ ‬تهتم‭ ‬بالمسألة‭ ‬وتنبه‭ ‬إلى‭ ‬خطورتها‭ ‬وتعرف‭ ‬المجتمع‭ ‬أن‭ ‬مملكتنا‭ ‬تتعرض‭ ‬لهجمات‭ ‬إلكترونية،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وكيف‭ ‬تدار‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬خطيرة‭.‬