في الذكرى المئوية لتأسيس البلدية

| عبدعلي الغسرة

تحل‭ ‬علينا‭ ‬الذكرى‭ ‬المئوية‭ ‬لتأسيس‭ ‬البلدية،‭ ‬حيث‭ ‬أسست‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬بلدية‭ ‬المنامة‭ ‬لتنظم‭ ‬شؤون‭ ‬المواطنين‭ ‬اليومية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحتهم‭ ‬وسلامتهم‭ ‬البدنية‭ ‬والوقائية،‭ ‬وتعتبر‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدوائر‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وعينت‭ ‬الحكومة‭ ‬مجلسا‭ ‬بلديا‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬أعضاء‭ ‬لإدارة‭ ‬أعماله‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬آنذاك‭.‬

واستهلت‭ ‬البلدية‭ ‬أعمالها‭ ‬بترقيم‭ ‬البيوت‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬وفرض‭ ‬الرسوم‭ ‬عليها،‭ ‬وكنس‭ ‬ورفع‭ ‬القمامة‭ ‬من‭ ‬الطرقات‭ ‬والشوارع‭. ‬وتوسعت‭ ‬أعمالها‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬الشوارع‭ ‬وتوسعتها‭ ‬وتسوية‭ ‬الطرق،‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسواق‭ ‬العامة،‭ ‬مراقبة‭ ‬الذبائح،‭ ‬توحيد‭ ‬الأوزان‭ ‬والمقاييس،‭ ‬تشييد‭ ‬المغاسل‭ ‬العامة‭ ‬وشق‭ ‬جداول‭ ‬صرف‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬وتاليًا‭ ‬أصبحت‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬الجمارك،‭ ‬ثم‭ ‬كُلفت‭ ‬البلدية‭ ‬بإدارة‭ ‬مشروع‭ ‬إسالة‭ ‬المياه‭.‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الرئاسية‭ ‬الثالثة‭ ‬لمجلس‭ ‬البلدية‭ ‬تمت‭ ‬زيادة‭ ‬أعضائه‭ ‬إلى‭ ‬عشرين‭ ‬عضوًا،‭ ‬وتم‭ ‬تشكيل‭ ‬المجلس‭ ‬بانتخاب‭ ‬عشرة‭ ‬وتعيين‭ ‬عشرة‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭. ‬وفي‭ ‬1949م‭ ‬ارتفع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ (‬24‭) ‬عضوًا‭ ‬بالمناصفة،‭ ‬وقد‭ ‬تقلد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭ ‬رئاسة‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬1962م‭ ‬حتى‭ ‬1967م،‭ ‬وكان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬أهلا‭ ‬لتحمل‭ ‬عبء‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬بما‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سداد‭ ‬الرأي‭ ‬والحزم‭ ‬الإداري‭ ‬وعُشقه‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وتحققت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الفذة‭ ‬التي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬البلاد‭ ‬وتطورها،‭ ‬ومع‭ ‬استقلال‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬1970م‭ ‬أصبحت‭ ‬البلدية‭ ‬وزارة‭ ‬وتقلدها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

واستمرت‭ ‬البلدية‭ ‬ومازال‭ ‬عطاؤها‭ ‬المُثمر‭ ‬مُستمرًا‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬حياتية‭ ‬أساسية‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬إداراتها‭ ‬وتعاظمت‭ ‬مهامها‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬النمو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬ومارست‭ ‬البلدية‭ ‬وظائفها‭ ‬بأفضل‭ ‬أداء،‭ ‬ديدنها‭ ‬تحقيق‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬وخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬بيسرٍ،‭ ‬وأصبحت‭ ‬البلدية‭ ‬اليوم‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬وهذا‭ ‬جزء‭ ‬يسير‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬توثيقه‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭.‬