التعليم بين الأمس واليوم

| عبدعلي الغسرة

اعتنت‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬بالتعليم‭ ‬لأهميته‭ ‬للإنسان‭ ‬ودوره‭ ‬المتنامي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البلاد‭ ‬ونمائها،‭ ‬ومازالت‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬وعطائها‭ ‬للبحرين‭ ‬وأبنائها،‭ ‬وقد‭ ‬أينعت‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬البحرينية‭ ‬ثمرًا‭ ‬طيبًا‭ ‬في‭ ‬الذين‭ ‬نهلوا‭ ‬من‭ ‬العِلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬في‭ ‬مدارسها،‭ ‬ومازالت‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬تستقبل‭ ‬أفواجا‭ ‬من‭ ‬المُتعلمين‭ ‬في‭ ‬كُلِ‭ ‬عامٍ‭ ‬دراسيٍ‭ ‬جديد‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭ ‬أدخلت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬والتطورات‭ ‬الفنية‭ ‬والتقنية‭ ‬والموضوعية‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬مُختلفًا‭ ‬عن‭ ‬سابقه‭ ‬مع‭ ‬ثبات‭ ‬الرؤية‭ ‬الفلسفية‭ ‬والأهداف‭ ‬التربوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬والدينية‭ ‬دون‭ ‬تغيير،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬الأحرف‭ ‬والكلمات‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإضافات‭ ‬المتتالية‭ ‬صقلت‭ ‬المناهج‭ ‬ومواضيعها‭ ‬كمًا‭ ‬ونوعًا،‭ ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬مناهج‭ ‬الأمس‭ ‬كانت‭ ‬قليلة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬خرجت‭ ‬أجيالًا‭ ‬من‭ ‬المُعلمين‭ ‬والمُثقفين‭ ‬والأدباء،‭ ‬الوزراء‭ ‬والكتاب‭ ‬والشعراء،‭ ‬المهنيين‭ ‬والعُلماء،‭ ‬المُهندسين‭ ‬والأطباء‭ ‬والفنانين‭ ‬والسفراء،‭ ‬التجار‭ ‬والوُجهاء‭ ‬وشيوخ‭ ‬الدين‭ ‬والقُضاة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬الذين‭ ‬أثروا‭ ‬الساحة‭ ‬البحرينية‭ ‬بإبداعاتهم‭ ‬وتلألأت‭ ‬البحرين‭ ‬نورًا‭ ‬بعطائهم‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬والعِلمي‭ ‬وعَلت‭ ‬شموخًا‭ ‬بأدوارهم،‭ ‬وشيدت‭ ‬سواعدهم‭ ‬بناءً‭ ‬قويًا‭ ‬وصرحًا‭ ‬شامخًا‭.‬

وكما‭ ‬تطورت‭ ‬المناهج،‭ ‬كان‭ ‬للكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬والمبنى‭ ‬المدرسي‭ ‬والإدارات‭ ‬المدرسية‭ ‬والمُعلمين‭ ‬والمُعلمات‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬المُستمر‭ ‬والدائم‭ ‬الذي‭ ‬بُنيَ‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬تربوية‭ ‬برؤية‭ ‬علمية‭ ‬ومواد‭ ‬تشريعية‭ ‬جعلت‭ ‬التعليم‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬مشروع‭ ‬الإصلاح‭ ‬الوطني‭ ‬ليكون‭ ‬التعليم‭ ‬مستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬2030م‭. ‬وبذلك‭ ‬أصبح‭ ‬الكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬ليس‭ ‬ككتاب‭ ‬الأمس،‭ ‬والمُعلمون‭ ‬ليسوا‭ ‬كما‭ ‬هُم‭ ‬بالأمس‭. ‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تتضاعف‭ ‬ميزانية‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التعليمية‭ ‬المنشودة‭ ‬كونه‭ ‬الرافد‭ ‬الحيوي‭ ‬للتطور‭ ‬والازدهار‭.‬