بحرنة‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي

| عباس العمران

في‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬المهندس‭ ‬كمال‭ ‬بن‭ ‬أحمد،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬مطار‭ ‬البحرين،‭ ‬بأن‭ ‬استقطاب‭ ‬وتنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬أبرز‭ ‬القضايا‭ ‬والركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بها‭ ‬الشركة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭. ‬واستوقفني‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬المهم‭ ‬لأنني‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬الجيدين‭ ‬لمشروع‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الجديد‭ ‬ومُلم‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭. ‬فقد‭ ‬قمتُ‭ ‬بعمل‭ ‬مقابلة‭ ‬بمجلة‭ ‬ميادين‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬المطار‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬الأخ‭ ‬محمد‭ ‬ثامر‭ ‬الكعبي‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬المواصلات‭ ‬حاليا،‭ ‬وأدركتُ‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وحجم‭ ‬الطموحات‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ويحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭. ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬المخلصين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بصمت‭ ‬ويؤمن‭ ‬أن‭ ‬الأفعال‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬الكلام،‭ ‬لذا‭ ‬يُذهلك‭ ‬عندما‭ ‬تستمع‭ ‬إليه‭ ‬متحدثاً‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬المطار‭ ‬الجديد‭ ‬بالكم‭ ‬الوافر‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬ومدى‭ ‬دقة‭ ‬واحترافية‭ ‬البيان‭ ‬في‭ ‬حديثه،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الضخم‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬والتحديات،‭ ‬وتنفيذاً‭ ‬لرؤى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره،‭ ‬أعلن‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬مبادرته‭ ‬الوطنية‭ ‬والمسؤولة،‭ ‬ووضع‭ ‬جدولا‭ ‬زمنيا‭ ‬واضحا‭ ‬ومحددا‭ ‬لإحلال‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬وتدريبها‭ ‬وتأهليها‭ ‬لتحل‭ ‬محل‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوافدة،‭ ‬ويقوم‭ ‬بذلك‭ ‬بينما‭ ‬مازالت‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬في‭ ‬تردد‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬وغير‭ ‬مفهوم‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬تدعيم‭ ‬المقال‭ ‬بحقائق‭ ‬للقارئ‭ ‬الكريم،‭ ‬أذكرُ‭ ‬هنا‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬النائب‭ ‬النشط‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬في‭ ‬زيارته‭ ‬مع‭ ‬الأعضاء‭ ‬لديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬بسيطة‭. ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الزيارة‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كشف‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬يرفضون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الموظفين‭ ‬الأجانب‭ ‬بوزارتهم‭. ‬بل‭ ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الديوان‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬قد‭ ‬يطلب‭ ‬إنهاء‭ ‬عقود‭ ‬بعض‭ ‬الأجانب،‭ ‬لكنه‭ ‬يٌفاجأ‭ ‬برفض‭ ‬الوزارة‭ ‬بحجة‭ ‬أنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬للموظف‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وكأن‭ ‬ما‭ ‬يملكهً‭ ‬هذا‭ ‬الموظف‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬خارقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مواطن‭ ‬أن‭ ‬يتقنها‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬التدريب‭ ‬اللازم‭... ‬لا‭ ‬تعليق‭ ‬أبداً‭.‬

يدنا‭ ‬بيدك‭ ‬يا‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير،‭ ‬وسيسجل‭ ‬لكم‭ ‬التاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬المهمة‭ ‬وما‭ ‬بها،‭ ‬وكم‭ ‬نشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬برجال‭ ‬مخلصين‭ ‬من‭ ‬أمثالكم‭ ‬حملوا‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تشرفوا‭ ‬بها‭ ‬ويعملون‭ ‬بكل‭ ‬جد‭ ‬وتفان‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى‭ ‬والتوجيهات،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬وأشدها‭ ‬توكيداً‭ ‬هي‭ ‬إحلال‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬محل‭ ‬الوافدة‭.‬