مواقف إدارية

دعنا نبحث عن المفتاح!

| أحمد البحر

بادرني‭ ‬أحدهم‭ ‬قائلاً‭: ‬أنا‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬رئيسي‭ ‬المباشر،‭ ‬صدقني‭ ‬بأني‭ ‬لا‭ ‬أبالغ‭ ‬في‭ ‬استخدامي‭ ‬لعبارة‭ ‬أعاني،‭ ‬فأنا‭ ‬فعلاً‭ ‬أعاني،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬بدأت‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬أدائي‭ ‬لمهام‭ ‬وظيفتي‭ ‬وعلى‭ ‬ثقة‭ ‬العاملين‭ ‬تحت‭ ‬إمرتي‭ ‬الإدارية‭. ‬وقد‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬تدني‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للعملاء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سيطرت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬والسبب‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬لشخصي‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬ارتياحه‭ ‬للتواصل‭ ‬معي،‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬رفضه‭ ‬المستمر‭ ‬للمعاملات‭ ‬التي‭ ‬ترسل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قبلي‭ ‬أو‭ ‬حبسها‭ ‬في‭ ‬أدراجه‭ ‬أو‭ ‬تجاوزي‭ ‬والتعامل‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الأقسام‭ ‬في‭ ‬إدارتي‭. ‬

‭ ‬تابع‭ ‬محدثي‭ ‬قائلاً‭: ‬حاولت‭ ‬الاجتماع‭ ‬معه‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أنجح‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فاتخذت‭ ‬قرارًا‭ ‬بتجاوزه‭ ‬والتعامل‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬الإدارية‭ ‬الأعلى‭ ‬منه‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وسارت‭ ‬الأمور‭ ‬بسلاسة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬النجاح‭ ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬طويلاً‭ ‬فقد‭ ‬تدخلت‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬وأوقفت‭ ‬ذلك‭ ‬التجاوز‭ ‬وطلبت‭ ‬مني‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتسلسل‭ ‬التنظيمي‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬مشكلتي‭ ‬مع‭ ‬رئيسي‭ ‬المباشر‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬تقريبًا‭ ‬ما‭ ‬رأيك‭.‬

قلت‭ ‬لمحدثي‭: ‬دعنا‭ ‬أولاً‭ ‬نعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬العبارة‭ ‬لتكون‭: ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬لأسلوب‭ ‬تواصلي‭ ‬معه‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تقبله‭ ‬لشخصي‘‘‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬أنت‭. ‬فأسلوب‭ ‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬تقبلهم‭ ‬لشخصنا‭. ‬ثم‭ ‬دعني‭ ‬أسألك‭: ‬لماذا‭ ‬نجح‭ ‬زملاؤك‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬أنت؟‭ ‬وكيف‭ ‬نجحت‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬رئيسك‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬معه؟‭ ‬هل‭ ‬أخذت‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬رئيسك‭ ‬وإيجاد‭ ‬مفاتيحها‭ ‬وتعديل‭ ‬أسلوبك‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك؟‭ ‬لا‭ ‬تحاول‭ ‬تجاوزه‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬تجاهل‭ ‬وجوده‭ ‬ولن‭ ‬يرضى‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أبدًا‭ ‬سواء‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬رئيسك‭ ‬أو‭ ‬غيره‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬الرطيان‭: ‬’’لكل‭ ‬باب‭ ‬مفتاحه،‭ ‬المختلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬المفاتيح،‭ ‬الحمقى‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يكسرون‭ ‬الأبواب،‭ ‬الأذكياء‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬المفاتيح،‭ ‬سلسلة‭ ‬المفاتيح‭ ‬هي‭ ‬عقلك‘‘‭ ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ؟‭!‬