ماذا بعد

المتخلفون تكنولوجياً

| مازن النسور

تطرح‭ ‬البحرين‭ ‬نفسها‭ ‬دولة‭ ‬متقدمة،‭ ‬تواكب‭ ‬التطور‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬ليلا‭ ‬نهارا‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وطرح‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬والمشروعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بذلك،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬التشريعات‭ ‬والأنظمة‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭.‬

جهات‭ ‬ومسؤولون‭ ‬يسابقون‭ ‬الزمن‭ ‬لولوج‭ ‬عصر‭ ‬“الأتمتة”‭ ‬ووضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتغيير‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬والأسهل‭. ‬يصب‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬بالهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬والأسمى‭ ‬وهو‭ ‬النهوض‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬الناس‭ ‬وانعكاس‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬رفاهيتهم‭ ‬وطريقة‭ ‬حياتهم‭.‬

وللأمانة،‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬بجهود‭ ‬المخلصين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬المتفتحين‭ ‬الذين‭ ‬“قلبهم”‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬كل‭ ‬بحسب‭ ‬مكانه‭ ‬وموقعه،‭ ‬ولوج‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬وصنفتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬بمراتب‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬الإقليم‭. ‬

للمملكة‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬أخذ‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬والأسبقية‭ ‬لوضع‭ ‬اسمها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬العالم‭ ‬كدولة‭ ‬متقدمة‭ ‬متحضرة‭ ‬صاحبة‭ ‬قوانين‭ ‬وأنظمة‭ ‬مرنة‭ ‬وقوية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬وإدارة‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬والمالي‭ ‬مثال‭ ‬حي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬ومسؤولين‭ ‬فيها‭ ‬يعملون‭ ‬بطريقة‭ ‬“الشد‭ ‬العكسي”‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬أو‭ ‬بغير‭ ‬قصد،‭ ‬يشكلون‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬تقدم‭ ‬أو‭ ‬“أقلها”‭ ‬سرعة‭ ‬تقدم‭ ‬البحرين‭.‬

جميعنا‭ ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬الزمن‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬أحدا،‭ ‬والسرعة‭ ‬والإتقان‭ ‬سيدتا‭ ‬الموقف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬

بالوقت‭ ‬الذي‭ ‬ننتظر‭ ‬فيه‭ ‬إتمام‭ ‬جميع‭ ‬المعاملات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬صغيرها‭ ‬إلى‭ ‬كبيرها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهاتف‭ ‬الذكي،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬لا‭ ‬تحدّث‭ ‬مواقعها‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬المعلومات‭ ‬العامة‭ ‬المتاحة‭ ‬للجميع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ - ‬وهي‭ ‬معروفة‭ - ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬“متخلفة‭ ‬تكنولوجيا”‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬المعلومات‭ ‬للسائل‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬خاطبها‭ ‬عبر‭ ‬الإيميل‭ ‬أو‭ ‬بمكتوب‭ ‬أو‭ ‬شفاهة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحمام‭ ‬الزاجل‭.‬ أين‭ ‬أنتم‭ ‬من‭ ‬المسيرة؟