الجندر... المفهوم والغاية

| عبدعلي الغسرة

حققت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وصحافتها‭ ‬إنجازًا‭ ‬ومكسبًا‭ ‬جديدًا‭ ‬مُتمثلا‭ ‬في‭ ‬فوز‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬الصحافيين‭ ‬البحرينية‭ ‬عهدية‭ ‬أحمد‭ ‬بمقعد‭ ‬لجنة‭ (‬الجندر‭/‬‭ ‬النوع‭) ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬الكونغرس‭ ‬العالمي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للصحافيين‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وعمل‭ ‬لجنة‭ ‬الجندر‭ ‬وهدفها‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬وحصانة‭ ‬المرأة‭ ‬الصحافية‭ ‬وصيانة‭ ‬حقوقها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

ومفهوم‭ ‬الجندر‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬والفروقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬مثل‭ ‬“سيادة‭ ‬الرجل‭ ‬ضد‭ ‬انقياد‭ ‬المرأة،‭ ‬عقلانية‭ ‬الرجل‭ ‬ضد‭ ‬عاطفية‭ ‬المرأة،‭ ‬قوة‭ ‬الرجل‭ ‬ضد‭ ‬ضعف‭ ‬المرأة،‭ ‬وهكذا”،‭ ‬ويقول‭ ‬مُحللو‭ ‬نظرية‭ ‬الجندر‭ ‬إن‭ (‬الفروقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬تم‭ ‬التلاعب‭ ‬بحقيقتها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬السلطة‭ ‬الأبوية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع،‭ ‬وإبقاء‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬فقط‭ ‬للإنجاب‭ ‬وأعمال‭ ‬البيت‭)‬،‭ ‬وصاغ‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬عالم‭ ‬النفس‭ (‬روبرت‭ ‬ستولر‭) ‬ليفرق‭ ‬بين‭ ‬العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬للأنوثة‭ ‬والذكورة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬وبين‭ ‬العوامل‭ ‬البيولوجية‭ ‬الطبيعية‭ ‬للفروق‭ ‬الجنسية‭ ‬التي‭ ‬خُلقت‭ ‬مع‭ ‬الأفراد‭. ‬والرأي‭ ‬الصائب‭ ‬بأنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬فروقات‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬أوجده‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬فيهما،‭ ‬فالقدرات‭ ‬العلمية‭ ‬والعقلية‭ ‬والفكرية‭ ‬والسلوكية‭ ‬تختلف‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬بين‭ ‬الرجال‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وهناك‭ ‬نساء‭ ‬تفوقن‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬والممارسات‭ ‬والأدوار‭. ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تحكم‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وأنظمة‭ ‬الحُكم‭ ‬والظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تنشأ‭ ‬فيها‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬النسائية‭ ‬ودورها‭ ‬المجتمعي،‭ ‬فهناك‭ ‬عوامل‭ ‬تجعل‭ ‬النساء‭ ‬أسيرات‭ ‬للبيوت‭ ‬والرغبات‭ ‬وبعيدات‭ ‬عن‭ ‬أدوارهن‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والانتماء‭ ‬والعدالة‭ ‬فإن‭ ‬المرأة‭ ‬تتساوى‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬المجتمعية‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التكوين‭ ‬البيولوجي‭ ‬لكُلِ‭ ‬منهما،‭ ‬والمشاركة‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬أسرة‭ ‬كوحدة‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لتنشئ‭ ‬فردًا‭ ‬مُنتجًا‭ ‬ورشيدًا‭ ‬ومساهمًا‭ ‬فعالا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬تتحقق‭ ‬وفقًا‭ ‬للجندرة‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاضد‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬معا‭ ‬باختصاص‭ ‬وكفاءة‭ ‬كُلٍ‭ ‬منهما،‭ ‬وهو‭ ‬شرط‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬التكامل‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والتمايز‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬للوصول‭ ‬لتحقيق‭ ‬الرقي‭ ‬والنماء‭ ‬للمجتمع‭ ‬والرخاء‭ ‬لأفراده‭.‬