فجر جديد

الأسُر المتعففة والإجازة “المُملة”

| إبراهيم النهام

مع‭ ‬بدء‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية،‭ ‬يشكو‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأُسر‭ ‬البحرينية،‭ ‬شُح‭ ‬البرامج‭ ‬والفعاليات‭ (‬التعليمية‭ ‬والرياضية‭ ‬والترفيهية‭) ‬لأبنائهم‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات،‭ ‬بمختلف‭ ‬فئاتهم‭ ‬العمرية،‭ ‬متذمرين‭ ‬من‭ ‬ملل‭ ‬قارس‭ ‬ينهشم،‭ ‬ويهدر‭ ‬وقتهم،‭ ‬بلا‭ ‬طائل،‭ ‬أو‭ ‬منفعة،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

أتحدثُ‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬الأسر‭ ‬المُتعففة‭ ‬تحديدا،‭ ‬الأسر‭ ‬البسيطة،‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬العادي،‭ ‬و‭(‬المُنتف‭) ‬بالقروض،‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬كغيرها،‭ ‬حتى‭ ‬موعد‭ ‬“العودة‭ ‬للمدارس”،‭ ‬وبدء‭ ‬فصل‭ ‬دراسي‭ ‬جديد‭.‬

وكانت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ (‬مشكورة‭) ‬قد‭ ‬أطلقت‭ ‬أخيرا‭ ‬مبادرة‭ ‬جميلة‭ ‬للنشاط‭ ‬الصيفي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“صيفنا‭ ‬إنجاز”‭ ‬للفئات‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬18‭ ‬سنة،‭ ‬وتشمل‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬عنه،‭ ‬أنشطة‭ ‬رياضية،‭ ‬وترفيهية،‭ ‬وثقافية،‭ ‬وتربوية،‭ ‬ودورات‭ ‬تعليمية،‭ ‬وتدريبية‭.‬

والحاصل‭ ‬بأنني‭ ‬اتصلتُ‭ ‬لتسجيل‭ ‬أولادي،‭ ‬خالد‭ (‬7‭ ‬سنوات‭)‬،‭ ‬ومحمد‭ (‬4‭ ‬سنوات‭)‬،‭ ‬لكنني‭ ‬فوجئت‭ ‬بأن‭ ‬فئة‭ ‬الصغار‭ (‬بعمر‭ ‬محمد‭) ‬قد‭ ‬امتلأت‭ ‬بالفعل،‭ ‬وبأنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لتسجيل‭ ‬أي‭ ‬طفل‭ ‬جديد،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬التسجيل‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬سوى‭ ‬اليومين،‭ ‬بدلالة‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬المسارعة‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬أبنائهم‭ ‬للفعاليات‭ ‬الشبيهة‭ ‬بفترة‭ ‬الصيف،‭ ‬باهتمام‭ ‬مقدر‭ ‬ومشكور‭ ‬لهم‭.‬

هذه‭ ‬المبادرة،‭ ‬تقودنا‭ ‬للتساؤل‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬المفقود‭ ‬لبقية‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬إستراتيجية‭ ‬موحدة‭ ‬لها‭ ‬تشمل‭ ‬كافة‭ ‬المُدن‭ ‬والقرى؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬أيضا‭ ‬جائزة‭ ‬حكومية‭ ‬للجهة‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الفعاليات‭ ‬الصيفية؟‭ ‬وأين‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الغائب‭ ‬دائما‭ ‬عن‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع؟