المواطن أولا

| د. عبدالله الحواج

ربما‭ ‬يكون‭ ‬الحديث‭ ‬مُعادا،‭ ‬لكن‭ ‬بكارة‭ ‬الرؤية‭ ‬ستظل‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬السامية‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬إثارته‭ ‬عبر‭ ‬أثير‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مناشدات‭ ‬لتعويض‭ ‬المتضررين‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬الماضي‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬القلب‭ ‬الكبير‭ ‬يتسع‭ ‬للحاجات‭ ‬كافة،‭ ‬والدور‭ ‬الأكبر‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬مسئوليات‭ ‬جسيمة‭ ‬وإنجازات‭ ‬عظيمة،‭ ‬ومبادرات‭ ‬رائعة‭.‬

لن‭ ‬يكون‭ ‬المجال‭ ‬فسيحا‭ ‬للحد‭ ‬الذي‭ ‬نحصر‭ ‬فيه‭ ‬مجالات‭ ‬التجلى‭ ‬مع‭ ‬حاجات‭ ‬المواطن،‭ ‬والظروف‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مواتية‭ ‬لعزف‭ ‬مقطوعات‭ ‬من‭ ‬الشجن‭ ‬الإنساني‭ ‬البديع‭ ‬لإرسال‭ ‬مليون‭ ‬تحية‭ ‬تقدير‭ ‬للأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬ميمونة‭ ‬من‭ ‬وطن‭ ‬سموه‭ ‬الغالي‭.‬

العود‭ ‬حميد‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو،‭ ‬حيث‭ ‬قلوبنا‭ ‬تتوق‭ ‬إليكم،‭ ‬وأيامنا‭ ‬تنتظر‭ ‬هلال‭ ‬بشارتكم،‭ ‬ومطارحاتنا‭ ‬متعطشة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬المياة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬وتجري،‭ ‬والأنهار‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬وتفيض‭.‬

بيننا‭ ‬واجبات‭ ‬وأدوار‭ ‬وحقوق‭ ‬وأيام،‭ ‬نعم،‭ ‬وبيننا‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬كاتب‭ ‬أو‭ ‬أكاديمي‭ ‬يناجي‭ ‬قائده‭ ‬ويتحدث‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭.‬

التواصل‭ ‬سيظل‭ ‬ممتدا،‭ ‬وخطوط‭ ‬المناجاة‭ ‬ستظل‭ ‬على‭ ‬عهدها‭ ‬بالقائد،‭ ‬فالمسافة‭ ‬لم‭ ‬تبتعد‭ ‬برئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬عن‭ ‬بني‭ ‬وطنه،‭ ‬والآفاق‭ ‬البعيدة‭ ‬لم‭ ‬تفصل‭ ‬ذلك‭ ‬الحبل‭ ‬السري‭ ‬المتين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يضل‭ ‬طريقه‭ ‬أبدا‭ ‬بين‭ ‬صانع‭ ‬أمجاد‭ ‬أمة،‭ ‬وشعب‭ ‬يحتاج‭ ‬دائما‭ ‬للرعاية‭ ‬والحنو،‭ ‬بين‭ ‬أمل‭ ‬سيظل‭ ‬مشيدا‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬أو‭ ‬القرب‭ ‬منا،‭ ‬وحقائق‭ ‬يجسدها‭ ‬سمو‭ ‬الرئيس‭ ‬بيقظته‭ ‬الدائمة،‭ ‬وأبوته‭ ‬الحاسمة،‭ ‬وطلته‭ ‬التواقة‭.‬

شعب‭ ‬ورئيس،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬عنوانا‭ ‬جديدا‭ ‬لكتاب،‭ ‬نسعى‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬مكانا‭  ‬تحت‭ ‬شمس‭ ‬بلادنا‭ ‬المشرقة‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬لن‭ ‬تنقطع‭ ‬بها‭ ‬الدروب‭ ‬نحو‭ ‬إنجازات‭ ‬أكبر،‭ ‬وآفاق‭ ‬أوسع‭ ‬وأمنيات‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭.‬

إغاثة‭ ‬متضرري‭ ‬الأمطار‭ ‬بالكيفية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بها‭ ‬“شيكات‭ ‬مصرفية‭ ‬فورية”‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬استجابة‭ ‬مباركة‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لتقديم‭ ‬التضحيات‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬فوق‭ ‬العادة،‭ ‬ولأجل‭ ‬شعب‭ ‬محب،‭ ‬هي‭ ‬مبادرة‭ ‬سامية‭ ‬فائقة‭ ‬الجودة؛‭ ‬لأنها‭ ‬جاءت‭ ‬لتحقق‭ ‬أحلام‭ ‬فئة‭ ‬تعاني،‭ ‬وتضمد‭ ‬جراح‭ ‬نفر‭ ‬مؤمن‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭.‬

إنها‭ ‬الحالة‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬وجدان‭ ‬رئيس‭ ‬بهموم‭ ‬أمته،‭ ‬وأمنيات‭ ‬شعب‭ ‬بقرارات‭ ‬قيادة،‭ ‬جميعها‭ ‬أو‭ ‬بعضها‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬مكانة‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬والقادة‭ ‬والوطن،‭ ‬وله‭ ‬في‭ ‬جلال‭ ‬اللحظة‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬النفوس‭ ‬المطمئنة‭ ‬بالدول‭ ‬المتحضرة،‭ ‬والعقول‭ ‬المبدعة‭ ‬بالاستثناءات‭ ‬الذهبية‭.‬

خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬سيظل‭ ‬أيقونة‭ ‬الزمان‭ ‬البحريني‭ ‬الخالد؛‭ ‬لأنه‭ ‬جسد‭ ‬طموحات‭ ‬مواطنيه،‭ ‬وترجم‭ ‬أحلام‭ ‬بنيه،‭ ‬أعطى‭ ‬في‭ ‬بطولاته‭ ‬الملحمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬دروساً‭ ‬لا‭ ‬تُنسى،‭ ‬وأمثالا‭ ‬لا‭ ‬تُعد‭ ‬ولا‭ ‬تُحصى‭ ‬ونموذجا‭ ‬للوفاء‭ ‬والفداء‭ ‬والإباء،‭ ‬وما‭ ‬خفي‭ ‬كان‭ ‬أعظم‭.‬