رؤيا مغايرة

قطر... مرة أخرى

| فاتن حمزة

رغم‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نحبذ‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬مسائل،‭ ‬ننكأ‭ ‬فيها‭ ‬جراحاتنا‭ ‬وما‭ ‬أكثرها،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬تحتم‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نأتي‭ ‬عليها‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بإيجاز،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موقف‭ ‬قطر‭ ‬متحفظا‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وإدانة‭ ‬إيران،‭ ‬موقف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السكوت‭ ‬عنه،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬أمراً‭ ‬غير‭ ‬مستغرب،‭ ‬نراها‭ ‬كثيرة‭ ‬التراجع‭ ‬والتردد‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أشقائها،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬حجم‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نواياها‭ ‬غير‭ ‬الصافية‭ ‬وغياب‭ ‬مصداقيتها،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬العوامل‭ ‬هذه‭ ‬مجتمعة‭.‬

لقد‭ ‬أضاعت‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬فرصا‭ ‬ذهبية‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬على‭ ‬مقاطعتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سعي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مراراً‭ ‬لأجل‭ ‬إصلاح‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬بإفساده‭ ‬وعودة‭ ‬المياه‭ ‬لمجاريها،‭ ‬وتمثيلها‭ ‬في‭ ‬اللقاءات‭ ‬الخليجية‭ ‬أصبح‭ ‬شبه‭ ‬ضعيف،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬تخيب‭ ‬الآمال‭ ‬بتأكيدها‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬قراراتها‭ ‬بأنها‭ ‬مسلوبة‭ ‬وأن‭ ‬إرادتها‭ ‬السياسية‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭.‬

الدوحة‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬المرسوم‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعدائنا،‭ ‬فهي‭ ‬تنفذ‭ ‬إرادة‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬للخليج‭ ‬أن‭ ‬يستقر‭ ‬ويزدهر،‭ ‬سلوكياتها‭ ‬العدوانية‭ ‬المنبوذة‭ ‬والمتغيرة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬التصعيد،‭  ‬دون‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالخطأ،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعبأ‭ ‬بشعبها‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره‭.‬

حال‭ ‬قطر‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يحسد،‭ ‬إنها‭ ‬نتائج‭ ‬متوقعة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عزلت‭ ‬نفسها‭ ‬مكابرة‭ ‬متمسكة‭ ‬بسياستها‭ ‬الخاطئة‭ ‬واحتضانها‭ ‬المستمر‭ ‬للإرهاب،‭ ‬وسماحها‭ ‬للحاقدين‭ ‬المرور‭ ‬لخليجنا‭ ‬المترابط‭ ‬الموحد‭ ‬بقراراتها‭ ‬الشاذة‭ ‬ورفضها‭ ‬كل‭ ‬الحلول،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬بعدها‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬الخليجي،‭ ‬واليوم‭ ‬تذوق‭ ‬مرارة‭ ‬أفعالها‭.‬