صور مختصرة

“أشفط ما تدري شيصير باجر”

| عبدالعزيز الجودر

سعدنا‭ ‬بما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬ووكالة‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬بواسطة‭ ‬شباك‭ ‬الجر‭ ‬القاعية‭ ‬المعروف‭ ‬شعبيا‭ ‬“بالكراف”،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬رقم”205”‭ ‬لسنة‭ ‬2018‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬لبسط‭ ‬السيطرة‭ ‬والتحكم‭ ‬وتنظيم‭ ‬الصيد‭ ‬البحري‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬العبث،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحقيق‭ ‬عنصر‭ ‬الاستدامة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬البحر‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وخصوصا‭ ‬القشريات‭ ‬مثل”الربيان‭ ‬والقباقب‭ ‬وأم‭ ‬الربيان”،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أتى‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بنتائج‭ ‬جيدة‭ ‬مقارنة‭ ‬بأعوام‭ ‬“الفوضى”‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬سادتها‭ ‬التجاوزات‭ ‬والتعديات‭ ‬والصيد‭ ‬الجائر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدعونا‭ ‬للتفاؤل‭ ‬بأن‭ ‬وضع‭ ‬مخزوننا‭ ‬السمكي‭ ‬مطمئن‭ ‬لحد‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مهددا‭ ‬بالانقراض‭ ‬والتراجع‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬95‭ ‬بالمئة‭.‬

ونتيجة‭ ‬لنجاعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحكومية‭ ‬المشتركة‭ ‬والتشريعات‭ ‬الصائبة‭ ‬التي‭ ‬هدفها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬القرار‭ ‬المذكور،‭ ‬وبحسب‭ ‬التصريح‭ ‬ذاته‭ ‬أظهرت‭ ‬آخر‭ ‬الإحصائيات‭ ‬المسجلة‭ ‬لدى‭ ‬وكالة‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية‭ ‬تنامي‭ ‬الإنزال‭ ‬السمكي‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬25‭ ‬بالمئة،‭ ‬وعلى‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬شهدت‭ ‬الأسواق‭ ‬انخفاضا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬جميع‭ ‬الأسماك‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬بالمئة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأعوام‭ ‬السابقة‭.‬

البحريني‭ ‬المتابع‭ ‬لحركة‭ ‬أسعار‭ ‬الأسماك‭ ‬يشعر‭ ‬بالارتياح‭ ‬لما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬وبحرنا‭ ‬يحتاج‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والإصلاحات‭ ‬والقوانين‭ ‬الصارمة‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الرقابة‭ ‬الدائمة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬الوافدة‭ ‬التي‭ ‬تمتهن‭ ‬صيد‭ ‬الأسماك‭ ‬ومتابعة‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وسط‭ ‬البحر‭ ‬وما‭ ‬يقومون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬أماكن‭ ‬توالد‭ ‬الأسماك‭ ‬والإصبعيات‭ ‬باستخدامهم‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬محليا‭ ‬بالشباك‭ ‬“الإسرائيلي”‭ ‬كون‭ ‬هؤلاء‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬تختلف‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬فأولئك‭ ‬الدخلاء‭ ‬لا‭ ‬تهمهم‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬ولا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬كمورد‭ ‬اقتصادي‭ ‬مهم‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬ويجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه،‭ ‬إنما‭ ‬همهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬كسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬رافعين‭ ‬شعار‭ ‬“أشفط‭ ‬ما‭ ‬تدري‭ ‬شيصير‭ ‬باجر”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬