سمو رئيس الوزراء ومنطلقات التعاون مع “الآسيان”

| عادل عيسى المرزوق

تولي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬الآسيان‭ ‬باعتبارها‭ ‬منطقة‭ ‬ثقل‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الآسيوي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وخلال‭ ‬استقبال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بمقر‭ ‬إقامة‭ ‬سموه‭ ‬بمملكة‭ ‬تايلند‭ ‬معالي‭ ‬السيد‭ ‬دون‭ ‬برامودويناي‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬مملكة‭ ‬تايلند‭ ‬الصديقة‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬سموه‭ ‬لتايلاند،‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬آفاق‭ ‬التواصل‭ ‬والتنسيق‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬للاستثمار‭ ‬البحريني‭ ‬النشط‭.‬

‭ ‬فسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وضع‭ ‬منطلقات‭ ‬إنجاح‭ ‬التعاون‭ ‬السياسي‭ ‬وتنمية‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬مع‭ ‬المحيط‭ ‬الآسيوي،‭ ‬ومن‭ ‬نموذج‭ ‬التعاون‭ ‬البحريني‭ ‬التايلاندي،‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التنموي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬ورابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ (‬آسيان‭) ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لبناء‭ ‬شراكات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

‭ ‬الرابطة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭: ‬إندونيسيا،‭ ‬ماليزيا،‭ ‬الفلبين،‭ ‬سنغافورة،‭ ‬تايلاند،‭ ‬بروناي،‭ ‬فيتنام،‭ ‬لاوس،‭ ‬بورما،‭ ‬كمبوديا،‭ ‬وهي‭ ‬رابطة‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1967‭ ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬إندونيسيا‭ ‬مقرًّا‭ ‬لها،‭ ‬تمثل‭ ‬واجهة‭ ‬عالمية‭ ‬مهمة‭ ‬لفرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬وزيادة‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬وتطوير‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياحي،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬بحرينية‭ ‬خليجية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الرابطة،‭ ‬ولهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬أبعاد‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬مشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فالفرص‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والمالية،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬الزراعة‭ ‬والبيئة‭ ‬والصناعة‭ ‬والاتصالات‭ ‬والطاقة‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭.‬

النموذج‭ ‬البحريني‭ ‬التايلاندي‭ ‬يعد‭ ‬بالفعل‭ ‬نموذجًا‭ ‬مثاليًّا‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬“الآسيان”،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ - ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ - ‬يأتي‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬ومد‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬مجالًا‭ ‬مفتوحًا‭ ‬للانتقال‭ ‬مستقبلًا‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬“مجلس‭ ‬دول‭ ‬الآسيان‭ ‬والبحرين”‭ ‬الذي‭ ‬يترأسه‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬دعيج‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬دعيج‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬لإعلاء‭ ‬قيمة‭ ‬البحرين‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاستثماري‭ ‬ودعم‭ ‬التجار‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الآسيان‭.‬