زبدة القول

إيران وطريق اللاعودة

| د. بثينة خليفة قاسم

كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬تجد‭ ‬حكام‭ ‬إيران‭ ‬يذهبون‭ ‬بعيدا‭ ‬في‭ ‬عداوتهم‭ ‬وابتعادهم‭ ‬عن‭ ‬جيرانهم‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬محاولة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التقارب،‭ ‬بسبب‭ ‬ممارسات‭ ‬إيران‭ ‬الغريبة‭. ‬إيران‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬باحتلالها‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬طنب‭ ‬الصغرى‭ ‬وطنب‭ ‬الكبرى‭ ‬وأبوموسى‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬باحتلالها‭ ‬عسكريا‭ ‬منذ‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ولم‭ ‬تكتف‭ ‬بتجنيد‭ ‬المليشيات‭ ‬والأحزاب‭ ‬والمرتزقة‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لكي‭ ‬تهز‭ ‬استقرار‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وتجعلها‭ ‬تعيش‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬دائم‭ ‬بسبب‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الجماعات‭ ‬والأحزاب‭ ‬الموالية‭ ‬لها‭.‬

لم‭ ‬تكتف‭ ‬إيران‭ ‬بكل‭ ‬هذا،‭ ‬لكنها‭ ‬تمارس‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الاستفزاز‭ ‬المتواصل‭ ‬ضد‭ ‬جيرانها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬لاسترضائهم‭ ‬خلال‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬والحصار‭ ‬الذي‭ ‬يزلزل‭ ‬اقتصادها،‭ ‬فقبل‭ ‬أيام‭ ‬قام‭ ‬موقع‭ ‬إيران‭ ‬بنشر‭ ‬خريطة‭ ‬تتضمن‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬وقد‭ ‬غيرت‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭ ‬واستخدمت‭ ‬بدلا‭ ‬منه‭ ‬اسم‭ ‬عبدان‭ ‬الجنوبية‭! ‬فأي‭ ‬استهتار‭ ‬وأي‭ ‬استفزاز‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬أقسمت‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬معادية‭ ‬لجيرانها‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬ملاليها‭ ‬في‭ ‬سدة‭ ‬الحكم؟

لقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬مارست‭ ‬إيران‭ ‬نفس‭ ‬الاستهتار‭ ‬والاستفزاز‭ ‬تجاه‭ ‬البحرين‭ ‬أيضا،‭ ‬وكلنا‭ ‬يتذكر‭ ‬ترهات‭ ‬شريعتمداري‭ ‬حول‭ ‬البحرين،‭ ‬فلماذا‭ ‬نسكت‭ ‬ولماذا‭ ‬يسكت‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬ولماذا‭ ‬تسكت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاستفزاز‭ ‬المتواصل‭ ‬لإيران؟

لماذا‭ ‬لا‭ ‬يطلق‭ ‬الكتاب‭ ‬العرب‭ ‬العنان‭ ‬لأقلامهم‭ ‬لكي‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬وترد‭ ‬لها‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬اللامسؤول‭ ‬الذي‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬سيادة‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة؟

لا‭ ‬أحد‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬رأي‭ ‬شخصي‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬الدولة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬ينشر‭ ‬لديهم‭ ‬بالصدفة،‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بطبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬العرب،‭ ‬فإيران‭ ‬تتبع‭ ‬سياسة‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار،‭ ‬فهذا‭ ‬يتطاول‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬وذاك‭ ‬يرد‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬للدولة‭.‬