ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... الغرب وثورة الخميني

| د. طارق آل شيخان الشمري

عندما‭ ‬وصل‭ ‬الخميني‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم،‭ ‬وكان‭ ‬التبشير‭ ‬بما‭ ‬يقوله‭ ‬مطبلو‭ ‬ورعاع‭ ‬وسوقة‭ ‬الثورة‭ ‬العرقية‭ ‬الطائفية‭ ‬بإيران،‭ ‬بمجيء‭ ‬زعيم‭ ‬وقائد‭ ‬إسلامي‭ ‬سينتصر‭ ‬للمستضعفين‭ ‬بالأرض،‭ ‬وسيقود‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬لمواجهة‭ ‬قوى‭ ‬الاستكبار‭ ‬العالمي،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬قوته‭ ‬الفكرية‭ ‬أو‭ ‬الروحية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬القيادية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬كله‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدعم‭ ‬الغربي‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬ثورته‭ ‬الطائفية‭ ‬والعرقية‭ ‬القذرة‭ ‬النور،‭ ‬وتعم‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬ثم‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬إن‭ ‬لقت‭ ‬لها‭ ‬قبولا،‭ ‬وجرت‭ ‬الاتصالات‭ ‬بين‭ ‬المقبور‭ ‬وبعض‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الغربية‭ ‬للتنسيق‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬والمقبور،‭ ‬لمصلحة‭ ‬الفريقين‭.‬

فالمصلحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬للمقبور‭ ‬وثورته‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬يبشر‭ ‬بمذهب‭ ‬جديد‭ ‬يقدمه‭ ‬للعالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬ينافس‭ ‬فيه‭ ‬المذهبين‭ ‬الشيعي‭ ‬والسني،‭ ‬ويكون‭ ‬له‭ ‬مكان‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬المذهبين،‭ ‬وينشر‭ ‬فيه‭ ‬أفكار‭ ‬هذا‭ ‬المذهب‭ ‬بين‭ ‬السذج‭ ‬والخونة‭ ‬والعملاء‭ ‬وفاقدي‭ ‬الهوية‭ ‬العربية،‭ ‬وما‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬والمالكي‭ ‬والحوثي‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬مذهب‭ ‬الخميني‭ ‬الشعوبي‭. ‬كما‭ ‬أراد‭ ‬المقبور‭ ‬الخميني‭ ‬تأمين‭ ‬حاضنة‭ ‬دينية‭ ‬شعوبية‭ ‬لمن‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالفرس،‭ ‬فملالي‭ ‬إيران‭ ‬والمتفاخرون‭ ‬بفارسية‭ ‬إيران‭ ‬اليوم،‭ ‬ما‭ ‬هم‭ ‬إلا‭ ‬أحفاد‭ ‬لقطاء‭ ‬لا‭ ‬أصل‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬المجاورة‭ ‬لشرق‭ ‬وشمال‭ ‬عربستان‭ ‬العظمى‭ ‬ناحية‭ ‬القوقاز،‭ ‬قربهم‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصفوي‭ ‬ونشر‭ ‬بينهم‭ ‬تاريخ‭ ‬المجوس‭ ‬ليكونوا‭ ‬نواة‭ ‬لعرق‭ ‬وهوية‭ ‬مقبورة،‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬اليوم‭ ‬بفرس‭ ‬إيران‭.‬

أما‭ ‬المصلحة‭ ‬الثانية‭ ‬للمقبور‭ ‬وثورته‭ ‬فهي‭ ‬السيطرة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬له،‭ ‬سواء‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬المباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المباشرة،‭ ‬والتي‭ ‬ترتكز‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬وتمنع‭ ‬توحدهم،‭ ‬وتمارس‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الابتزاز‭ ‬والمؤامرات‭ ‬وخلق‭ ‬المشاكل‭ ‬بينها،‭ ‬أو‭ ‬توريطها‭ ‬بحروب‭ ‬بينها‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬بالتحريض‭ ‬الأميركي‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬لصدام‭ ‬بغزو‭ ‬الكويت،‭ ‬وتمكين‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬ومحاربة‭ ‬القاعدة‭ ‬باليمن‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬التحالف‭ ‬الإيراني‭ ‬الحوثي‭ ‬باليمن،‭ ‬مرورا‭ ‬بمؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬لتتغلغل‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وتونس‭ ‬وليبيا‭ ‬والبحرين‭ ‬وسوريا،‭ ‬بحجة‭ ‬دعم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ونصرة‭ ‬الثورات،‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالاستماتة‭ ‬الأوبامية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬ترامب‭ ‬ملبيا‭ ‬مصلحة‭ ‬تحالف‭ ‬الشرف‭ ‬والعزة،‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ومصر،‭ ‬ويبدأ‭ ‬بتقليم‭ ‬أظافر‭ ‬إيران‭ ‬وتعرية‭ ‬قوتها‭ ‬المزعومة‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬