الناتج المحلي الإجمالي

| عبدعلي الغسرة

بلغ‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ (‬50.6‭) ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬وفقًا‭ ‬لتعادل‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ (‬قدرة‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭)‬،‭ ‬واحتلت‭ ‬بذلك‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬عربيًا‭ ‬بعد‭ ‬الإمارات‭ ‬والكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬والحادية‭ ‬عشرة‭ ‬عالميًا،‭ ‬فالناتج‭ ‬المحلي‭ ‬لا‭ ‬يُحتسب‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬يملكه‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬بل‭ ‬بكمية‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬بهذا‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬وتختلف‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭.‬

ويُعرف‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بأنه‭ (‬القيمة‭ ‬السوقية‭ ‬التي‭ ‬ينتجها‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬النهائية‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭)‬،‭ ‬ويضم‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ (‬الاستهلاك‭ ‬الخاص‭ ‬والعام،‭ ‬النفقات‭ ‬الحكومية‭ ‬والاستثمارات،‭ ‬تكاليف‭ ‬البناء‭ ‬المدفوعة‭ ‬والمخزونات‭ ‬الخاصة‭ ‬والصادرات‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬الواردات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬داخل‭ ‬الدولة،‭ ‬ويتأثر‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬منها‭ ‬توزيع‭ ‬الثروة،‭ ‬المعاملات‭ ‬خارج‭ ‬السوق،‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السفلي،‭ ‬قيمة‭ ‬الأصول،‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬المالي،‭ ‬إنتاج‭ ‬الكفاف،‭ ‬تطوير‭ ‬الجودة،‭ ‬ادراج‭ ‬منتجات‭ ‬جديدة‭ ‬واستدامة‭ ‬النمو‭.‬

إن‭ ‬أهم‭ ‬ميزة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للفرد‭ ‬كمؤشر‭ ‬لمستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬يقيس‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬وثابت‭ ‬التغييرات‭ ‬والتوجهات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬دولتهم‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬مقياسًا‭ ‬للدخل‭ ‬الفردي‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬زيادة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لا‭ ‬تتبعها‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬الحقيقي‭ (‬مقدار‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭).‬

إن‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬يُمثل‭ ‬حركة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬وهبوطًا‭ ‬وليس‭ ‬معدلا‭ ‬لاحتساب‭ ‬تكلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭. ‬لذا،‭ ‬فالناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬هو‭ ‬مقياس‭ ‬لصحة‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭ ‬لأنه‭ ‬يُمثل‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬تنتجه‭ ‬الدولة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الاستثمارات‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬أجنبية‭.‬