سوالف

يعتقدون أن الهواء سيصير ثوبا يستر عوراتهم

| أسامة الماجد

أبشع‭ ‬ما‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬التناقضات‭ ‬المزمنة‭ ‬والمتراكمة‭ ‬واختلاط‭ ‬الحابل‭ ‬بالنابل‭ ‬والصحيح‭ ‬بالزائف‭ ‬والخير‭ ‬والشر،‭ ‬والمزابل‭ ‬الآيديولوجية‭ ‬والرجعية‭ ‬المتناهية،‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الهواء‭ ‬سيصير‭ ‬ثوبا‭ ‬ليستر‭ ‬عوراتهم‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭. ‬تجده‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬العروبة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬وبعد‭ ‬يومين‭ ‬يكون‭ ‬اتجاهه‭ ‬مع‭ ‬الصهاينة‭ ‬ويكون‭ ‬رمزا‭ ‬أساسيا‭ ‬ومن‭ ‬الرموز‭ ‬المعبرة‭ ‬عن‭ ‬منجزات‭ ‬وخطط‭ ‬الصهاينة‭.. ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تلفزيوني‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬التعصب‭ ‬الأعمى‭ ‬والطائفية،‭ ‬وبعد‭ ‬ساعات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬البرنامج‭ ‬تجده‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬المتعصبين‭ ‬والطائفيين‭ ‬بل‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬والتعبئة‭. ‬تجده‭ ‬“يلعلع”‭ ‬أمامك‭ ‬عن‭ ‬خبث‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬يرسمه‭ ‬الملالي،‭ ‬ثم‭ ‬تكتشف‭ ‬أنه‭ ‬عميل‭ ‬ويضع‭ ‬النظارات‭ ‬الصفوية‭ ‬على‭ ‬عينيه‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬أصلا‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬ارتكز‭ ‬على‭ ‬قاعدتهم‭.‬

عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬وبسبب‭ ‬أصحاب‭ ‬الرجعية‭ ‬والزيف‭ ‬يواجه‭ ‬نفسه،‭ ‬يقاوم‭ ‬المرارة‭ ‬واليأس‭ ‬وشبه‭ ‬الضياع،‭ ‬يظل‭ ‬صامتا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬رأسه‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬أحد‭ ‬حزن‭ ‬عينيه‭ ‬ولكن‭... ‬الخائنون‭ ‬والمتناقضون‭ ‬والعملاء‭ ‬والمتلونون‭ ‬يتكاثرون‭ ‬مثل‭ ‬الفطر‭ ‬بصورة‭ ‬تدعو‭ ‬للخوف،‭ ‬يعملون‭ ‬ضد‭ ‬أوطانهم‭ ‬ويشربون‭ ‬من‭ ‬ينابيع‭ ‬الخيانة‭ ‬ويحنون‭ ‬رؤوسهم‭ ‬لـ‭ ‬“جزمات”‭ ‬الصهاينة‭ ‬والملالي‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يخرجون‭ ‬وجوههم‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬مكسورة‭ ‬الزجاج‭ ‬ويصرخون‭... ‬نحن‭ ‬وطنيون‭ ‬وفي‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أرضنا‭.‬

شيء‭ ‬غريب‭ ‬فعلا‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬جاءت‭ ‬عشبة‭ ‬الخيانة‭ ‬والسم‭ ‬وهذه‭ ‬الطلبية‭ ‬من‭ ‬“التناقضات‭ ‬والزيف”،‭ ‬بودك‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬كل‭ ‬أولئك‭ ‬الخونة‭ ‬والأفاعي‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬فيصل‭ ‬القاسم‭ ‬في‭ ‬قوارير‭ ‬صغيرة‭ ‬وترميها‭ ‬إلى‭ ‬قاع‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬الزمن،‭ ‬بودك‭ ‬أن‭ ‬يتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬سيجار‭ ‬لتدخنه‭ ‬بنفس‭ ‬عميق‭ ‬لتحرقهم‭ ‬سريعا،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬سبب‭ ‬الظلمات‭ ‬الحالكة‭ ‬والعبوس‭ ‬الأسود‭ ‬والشوك‭ ‬الطالع‭ ‬في‭ ‬القلب‭. ‬

“العياذ‭ ‬بالله”‭... ‬أنامل‭ ‬وعقول‭ ‬تجتهد‭ ‬لضرب‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وهي‭ ‬تنام‭ ‬وتأكل‭ ‬وتدرس‭ ‬أبناءها‭ ‬في‭ ‬مدنها،‭ ‬شيء‭ ‬يحير‭ ‬الألباب‭ ‬والفكر،‭ ‬وجعل‭ ‬حناجرنا‭ ‬مكسورة‭ ‬من‭ ‬الدهشة‭.‬